التجمع بالإرادة ليس خروجا على الحاكم، الرشيدي مؤكداً
زاوية الكتابكتب أغسطس 29, 2012, 4:43 ص 658 مشاهدات 0
شيوخ الأسرة وشيوخ الدين
ذعار الرشيدي
علماءنا الأجلاء الأفاضل، نقدركم ونحترمكم ونحبكم، لما تحملونه من علم شرعي في صدوركم، ويعلم الله أن مقامكم عال لدينا، وحضوركم في أي مشهد يشرفنا بل يزيد المشهد الذي يجمعنا شرفا، فما بالكم إذا كان حضوركم في المشهد السياسي؟
وشيوخ الدين الأفاضل الذين أفتوا بحرمة الخروج في التظاهرات لم يأتوا بفتاواهم من منازلهم، ونربأ بهم أن يكونوا قد جاؤوا بها وفق أهوائهم، بل استحضروا فيها علما مدعوما بأدلة شرعية لا قبل لنا بمناقشتها، ولا لساستنا حق رفضها، وما قالوه في حكم الخروج على الحاكم صحيح لا نشكك به، بل ولو سألت أي شخص شارك في تجمع ساحة الإرادة أمس الاول لما قال غير ما قالوا، فكل من خرج إلى ساحة الإرادة يرفض تماما فكرة الخروج على الحاكم، فهذا أصل عقيدتنا، بل وأصل عقيدة الكويتيين كلهم، ولو سألت أي كويتي لقال لك لا أرضى بحكم غير حكم آل الصباح، وهذا الأمر ليس بحاجة إلى تأكيد لأنه جزء من الهوية الكويتية الخالصة التي تربينا وجبلنا عليها بل وندافع عنها، ونستميت في الدفاع عنها، فلبلدنا خصوصية معها لا يشبه أي بلد آخر، وعلاقة الحاكم بالمحكوم حديث يطول شرحه، مختصره أننا نرى بالمطلق أن آل الصباح جزء لا يتجزأ من هويتنا، لذا فالدفاع عنهم وعن بقائهم بالنسبة لنا فرض عين، فالكويت لا تكون كويتا بغير آل الصباح، إلى هنا وأنهي حديثا يطول عن عقد حاكم ومحكوم يضرب جذوره في أعماق التاريخ، لا يزايدن عليه ولا يزايدن علينا أحد به.
وأما مسألة التجمع في الإرادة لتبيان رفض شعبي فليس من الخروج على الحاكم في شيء، بل ممارسة سياسة طبيعية تدخل ضمن الحراك السياسي للبلد، فلم يقل ولن يقول كويتي عاقل بالخروج على الحاكم، ولم يناد أحد بذلك يوما منذ بدء خلق الكويت، ولن يقول أحد بذلك مهما ارتفع سقف المطالبات السياسية ومهما ارتفع سقف الحرية، التجمع في ساحة الإرادة ليس ضد أحد بقدر ما هو بحث عن مصلحة ترى فيها مجموعة سياسية استحقاقا، ونرى فيها مطلبا ضروريا، والحراك السياسي ليس كفرا ولا تجاوزا على حد من حدود الله، لذا فان فتواى علمائنا صحيحة وخروجنا للتجمع في ساحة الإرادة صحيح أيضا، لا تعارض بين الاثنين، إلا لمن أراد أن يقرن بينهما وهما لا يقترنان إلا لهدف سياسي.
تعليقات