القلم الخائن يقتل امم والرصاصة تقتل شخص واحد
زاوية الكتابكتب أغسطس 26, 2012, 8:41 م 2352 مشاهدات 0
لا تدخل في معركة أبدا مع من يشتري الحبر بالبرميل.فالمعركة اكيد خاسرة , وخاصة اذا كنت ممن يجهل شراء الحبر ونوعيته . ومعناه ألا تدخل في حرب مع وسائل الإعلام المرئي والمسموع او ان توجه اللوم لها في حال الخطأ لانهم اهل القلم واكيد معصومون عن الخطأ .يلتفون ويدافعون . فيبيض الأسود ليسود البياض . وتصبح الصورة غير واضحة في حال الخطأ .وفي الختام الخطأ غير موجود ونحن لسنا بملائكه .ففي مجتمعاتنا العربيه يتم التعاطي مع المعلومات الخاطئة المنقوله باتباع طريقة تغيير الموضوع.ووصل الحد الى مستوى التلاعب بالمشاعر والعزف على اوتار الأحزان والرقص على الام الناس حتى انضوي كلها تحت موضوع السبق الصحفي . فلم ارى اعلامي استقال واعتذر عن خطأ جرح شعور جماعة او سمر فئة امام التلفاز . وعندما يمر الوقت بلحظات تدور الشاشة ويأتي خبر اخر مختلف كليا عن الخبر الأول . هذا هو الأعلام اللبناني مؤخرا . كله مبني على سبق صحفي .فالبلد على شفير الهاويه . الكل يهدد . والهواة من الأعلاميين يتسابقون لالتقاط صورة .او تصوير سبق صحفي لمجنون مار على الطريق عله يعبئ الوقت .فيهدد ويتوعد ويكسر فمع المونتاج يصبح بطل. فيكون فاقد العقلية هذا كفيل بأعطاء المراسل دقيقتين كاملتين ليتسمر نصف الشعب اللبناني امام التلفاز ..وفي النهاية . نشراة الأخبار المسائيه . الأخبار بمجملها كذب . فلا اعتذار ولا مسائله ولا رقابه .واذا كانت حرية الأعلام مبنية على السبق الصحفي . فيا ليتها ما كانت . فعندما أرسل أحد الصافيين إلى صناع القرار في أحد البلدان رسالة مفادها أن واحدة من قادة المعارضة قد توفيت انتشرت الشائعة . واعتقدالسكرتير الصحفي للمعارضه أن أمامه ثلاثة خيارات هي: مجابهة المعلومة الزائفة بالقول 'إن المعارضة البارزة على قيد الحياة' ولكن معلوماته كانت غير مؤكده ومصير المعارضة على المحك فقرر التريث، وعدم فعل شيء، وكان من الممكن ان يؤدي هذا القرار إلى تسارع انتشار المعلومة الكاذبة،وهي افضل بكثير في رأيه من اعطاء معلومات كاذبه تفقد عنصر الثقة عند محازبيه أو دعوة التلفزيون لتصوير الزعيمة المعارضة كي يراها الجمهور حية ترزق ولكن الجميع مجمع على التفكير ونشر الرأي الصواب وفي الختام ظهرت السيدة امام العلن واستقال الصحفي دون اي تبرير. لم يقل غرر بي ولم يقل اعتذر ولم يقل سوى عذرا لمن اسأت واستقالتي عربون محبتي للقلم الذي اقمست ان لا اخونه يوما .وفي صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية نشر خبرا عن رسالة تعود لمجموعة من تلاميذ في مدرسة ابتدائية أرادوا تصحيح معلومات ذكرت في مقال نشر لصحافي يتجاوز عمره العقد الرابع وله باع طويل في نشر الأخبار الدقيقه , نشر موضوع عن حادثة غرق سفينة تايتانيك الشهيرة، وذكروا في رسالتهم أنهم «بحسب أبحاثهم» للحادثة المذكورة فإن يوم اصطدام السفينة بالجبل الجليدي الذي تسبب في غرقها كان يوم 14 أبريل (نيسان) 1912 وليس يوم 15 كما ذكر في المقال!كانوا محقين في قولهم .خرج الصحافي ليعتذر من كل من قرأ المقال على مدونته وقد اعترف دون تبرير . قامت الصحيفة العريقة بنشر صورة للرسالة التي كتبها الأطفال بخط اليد على لافتة عملاقة كانت بطول قامة الصحفي الذي أمسك بها وهو يبتسم للكاميرا. ففي عيناه حب المعرفة لصفح الأطفال عنه . وفي قلبه عبارة الأعتراف بالخطأ فضيله .لا شك ان هذا الموقف يمثل قمة التحضر وزاد في ثقة قراء هذه الصحيفه لتقر بأن الاعتراف بالخطأ فضيلة، لا سيما في عالم الصحافة . اما الأعلام العربي فانه يعتمد على الوقت الذي هو كفيل النسيان , وقد تناسوا بان الأنسان العربي هو من وضع الحرفوصار أكثر وعيا واطلاعا وتعليما مقارنة بالعقود الماضية، فهو قد يكتشف الخطأ بسهولة بلمسة زر على لوحة الكومبيوتر، عليهم ان يدركون ان الوقت والزمن قد تغير وانه اذا كان القلم قد خذلهم في حسن نية او سوءها. فان الجهاز الذي يكتبون عليه سيحفظ اخطائهم الى الأبد.عليهم ان يعلموا ان الكون اصبح صغير في عالم الفيس بوك والتويتر ومحطات التواصل . هذا في الوقت الحاضر . اما في المستقبل فان الوقت كفيل ليظهر لنا اخطاء الماضي.
بقلم المستشار القانوني الدكتور محمود ملحم
تعليقات