'نارية وقاسية'.. الحربي واصفاً ردود الأفعال الكويتية على تصريحات خلفان
زاوية الكتابكتب أغسطس 24, 2012, 10:24 م 931 مشاهدات 0
الوطن
ديمة قلم / تصريحات ضاحي خلفان
د. سعود هلال الحربي
أدت تصريحات ضاحي خلفان والذي كان يعمل قائدا عاما لشرطة دبي حول الكويت لردود أفعال كثيرة خصوصا في شبكات التواصل الاجتماعي، والتي ركزت في مجملها حول تدخله في شؤوننا الداخلية وغيرها من التعليقات، بل ان بعضها قد تجاوز حدود الأدب والذوق.
بداية نتكلم عن رأي قيل من شخص، وهنا يجب ان نحترم حرية الرأي بعد ان نضعها في جانبها الصحيح، كذلك لابد وأن نعترف أننا لا نصادر حرية الأفراد مع حقنا الأكيد في الرد وفق المنطق والضوابط الأخلاقية الاعلامية.
واذا كان لنا رأي فيما قاله خلفان، فمع احترامنا الشديد لما تفضل به، يجب ان نضع ضاحي خلفان في مكانه الطبيعي والصحيح كونه مسؤولا أمنيا وبرز اسمه في وسائل الاعلام بُعيد اغتيال محمود المبحوح ثم تعليقه على الانتخابات المصرية ورأيه في الاخوان ثم جاء الدور على الكويت، وان كانت قضية المبحوح هي الأساس في ظهوره الاعلامي وهجومه بل واتهامه الصريح للموساد الاسرائيلي منذ البداية، حيث ظهر في المحطات الفضائية بشكل متكرر ليصرح ويهاجم بل من أطرف ما سمعته منه عندما قال (هؤلاء جبناء، كيف 11 رجلا يهاجمون واحد) هنا قد أكون أخطأت في العدد، ولكن استغربت ان يتكلم عن الجبن والشجاعة، فالقضية ليست معركة أو (هوشة) شارع فالدول قد تجند ألف شخص لاغتيال فرد أو أكثر، فقيمة الهدف لا تنظر في الأعداد فالمهم النتيجة ثم تلا ذلك كلام كثير عن الموساد، وان كانت بعض الصحف أو المواقع وجهت أصابع الاتهام لبعض الجهات الفلسطينية والخليجية بالمشاركة في الاغتيال.
وعندما نتأمل ما قاله عن الكويت يجب ان ننظر لشخصية خلفان من زاوية موضوعية وذاتية، فالجانب الموضوعي يتعلق بطبيعة عمله، فهو رجل عسكري لم يعمل في المجال الديموقراطي وهذا ليس عيبا فهذه طبيعة العسكرية ولا يدرك تماما مفهوم الحرية والتعبير بالشكل المطلوب، أما الجانب الشخصي فيبدو أنه محب للظهور لذلك نجده يتصدى لقضايا كثيرة ويثير حوله ردود أفعال علما بأن عمله يتطلب السرية والصمت والعمل في الخفاء، هذا عدا أنه كان يمسك بزمام جهاز حساس وهذا يعني أنه جزء من النظام بما يعني عدم قبوله بأي فكرة تخالف ما هو فيه، وهذا أيضا لا عيب فيه ان كان هناك احترام لسلوك الآخرين.
أما ما يخص ردود أفعالنا في الكويت فهي كالعادة نارية وقاسية في بعض جوانبها والأهم حديثنا بعدم التدخل بشؤوننا، وهذا بالطبع يخالف ما نراه ونسمعه من البعض، فكل مشكلة على الكرة الأرضية لنا في الكويت رأي وتعليق عليها، فوالله لو كان في زحل والمريخ وعطارد بشر لكان لنا وقفة معهم، فعلى سبيل المثال عندما يعلق شخص على دولة عربية خليجية فُتحت أبواب جهنم عليه، أو عندما يتم الحديث عن ايران وجدنا المدافعين يقولون كلاماً غريبا عجيبا دفاعا واستماتة، ثم نأتي ونقول لا أحد يتدخل في بلدنا، لماذا لا نعترف أننا نحن نتدخل ونعلق ونهاجم بل نتصارع فيما بيننا من أجل دول أو شعوب أخرى، فهل نتعلم الدرس وندرك أثر السفسطة وحب الجدل فينا، أتمنى ذلك أما تصريحات خلفان فهي في طريقها للنسيان.
تعليقات