لم يعد بمقدور بشار الاسد النجاة من طوفان الثورة.. الهدلق مؤكداً
زاوية الكتابكتب أغسطس 20, 2012, 9:21 م 768 مشاهدات 0
الوطن
كلمة حق / نظام يلفظ أنفاسه الأخيرة
عبد الله الهدلق
لم يعد بمقدور بشار الاسد المجرم النجاة من طوفان الثورة ولم يعد قادرا على البقاء على قيد الحياة، فبعد الانشقاقات التي كان آخرها انشقاق رئيس الوزراء السوري رياض حجاب واللجوء الى الاردن ثم قطر بدأت تتضح معالم صورة نظام عاجز ومتداعٍ لا يجمع بين صفوفه كبار ضباطه ومسؤوليه سوى من تلطخت اياديهم بجريمة اراقة دماء الشعب السوري وابادته منذ اندلاع شرارة الثورة السورية قبل عام ونصف تقريبا، وفي ظل تنامي الانشقاقات في صفوف النظام، ووسط الانجازات والنجاحات والتحركات الجسورة التي يحققها الثوار على ارض الواقع تنعكس صورة لانعدام الثقة بين صفوف النخبة الحاكمة في سورية وعدم تمكن بشار الاسد من النجاة من ثورة تدخل شهرها الـ(17) الآن.
وترى مجلة «تايم» وصحيفة «لوس انجلوس تايمز» الامريكيتان في تزايد اعداد المنشقين عن النظام السوري تصدعا عميقا يشرخ التحالف السني – العلوي الذي حكم سورية منذ عام (1970) حينما تولى حافظ الاسد سدة الحكم في البلاد، وعلى الرغم من ان القيادة الامنية والسياسية الحقيقية تكمن في يد النخبة المنتمية للطائفة العلوية فإن الكثيرين يرون ان القتال الدائر حاليا هو معركة من اجل البقاء على قيد الحياة، فانشقاق رياض حجاب المنتمي الى المذهب السني وقبله العميد مناف طلاس المنتمي هو الآخر الى المذهب السني ايضا انما يعكس ويبلور بشكل اكثر وضوحا ان الصراع في سورية بات بين نظام تهيمن عليه الاقلية العلوية ومعارضة سورية ذات اغلبية سنية.
وزارة الخارجية الامريكية رأت ان تخلي مسؤول رفيع وانشقاقه عن نظام بشار الاسد اشارة مهمة الى تداعي النظام، وان الحكومة في سورية لا تحكم البلاد لأن النظام الذي يشمل الجيش والاستخبارات وافراد عائلة الاسرة واصهاره من الاقلية العلوية هو من يحكم البلاد فعلا، وان كان الانشقاق السني لم يضعف البنية الاساسية للنظام ولم يشكل انشقاقا ذا مغزى حقيقي لأن الاقلية العلوية لم تنشق الا ان النظام البعثي الحاكم عالق مع الاسد بشكل اجباري فهم عالقون بين المطرقة والسندان.
ويرغب العلويون في طريقة للخروج من شأنها ان تعطي مجتمعهم دورا في الحياة السياسية في المستقبل ولكن الخطاب الحاد للمعارضة السنية يثير مخاوفهم، وحتى لو تنحى الاسد فإن امور البلاد ستؤول الى فوضى عارمة ولا يمكن ان تستمر الدولة ما لم يسقط النظام البعثي الحاكم بأكمله، وفي افتتاحية بعنوان «انقاذ المستقبل من وسط حطام سورية ودمارها» اوردت صحيفة «فايننشال تايمز» ان الدولة السورية التي ترزح تحت سيطرة آل الاسد منذ اربعة عقود تتفتت الآن، فقد اصيب نظام بشار الاسد المجرم بالوهن والضعف لاسيما بعد التفجير الذي اودي بحياة اربعة من ابرز اركان حكمه الشهر الماضي وفرار رئيس حكومته الامر الذي يعد مؤشرا على قرب تداعي النظام وانهياره، ولكن الاسد الجريح يمضي الى ابعد نطاق في استهداف خصومه غير عابئ بعدد القتلى الذين يبيدهم في كل يوم، مرسخا الصبغة الطائفية للصراع التي اججها اصطفاف بلاد فارس «ايران» وراء نظام الاسد ودعمها له.
وفي الوقت الذي يشن فيه بشار الاسد المجرم حملة دامية لابادة شعبه والبقاء في الحكم تعزز واشنطن استعداداتها لمرحلة ما بعد نظامه في مرحلة انتقالية تضمن سلامة مؤسسات الدولة وتتجنب الحرب الطائفية بعد ان بات رحيل الاسد لا مفر منه نظرا لأن نظامه شارف على الانهيار، ولا يقتصر الاستعداد لمستقبل سورية ما بعد الاسد على الولايات المتحدة الامريكية فقط فهي تجري حوارا مع حليفيها الاساسيين تركيا والاردن وغيرهما من القوى الاقليمية لمجابهة واحتواء التأثير الاستراتيجي لبلاد فارس «ايران».
تعليقات