الحكومة مازالت راكبة رأسها في موضوع إزالة الدواوين، وطنشت كل مناشدات النواب السابقين للمجلس المنحل، وأصدرت مراسيم 'القمع' التى يراها جمال الكندري مقدمة لتحويل الكويت إلى دولة بوليسية
زاوية الكتابكتب إبريل 9, 2008, منتصف الليل 588 مشاهدات 0
هل حسبتها صح؟
الحكومة مازالت راكبة رأسها في موضوع إزالة الدواوين، وطنشت كل مناشدات النواب السابقين للمجلس المنحل، والمرشحين الحاليين للمجلس القادم، ولم تلتفت إلى مطالبات الجمهور الغاضب من هذه الإجراءات، وبالرغم من تحذيرات السياسيين لها بعدم استخدام مراسيم الضرورة إلا في أضيق نطاق وأهم حاجة، غير أنها عاندت وتوسعت في هذا الاستخدام ضاربة عرض الحائط كل النداءات، فأصدرت عدة مراسيم، وكنا نظن أن هذه المراسيم »الضرورية« كانت ستصدر وتستخدم لأهم النواقص التي تعاني منها البلد، وتقهقرت بسببها عن الركب الاقتصادي، وكنا نتوقع أن نشاهد ولو مرسوماً واحداً من مراسيم التنمية، وهي الأكثر ضرورة وإلحاحاً لحاجة البلد، وهي بذات الوقت تتماشى مع الشعار الذي أعلنت عنه الحكومة مراراً، وتكراراً حرصها على جعل الكويت مركزاً مالياً اقتصادياً عالمياً، ولكننا لم نر أياً من هذه المراسيم، ووجدنا على عكسها تماماً مراسيم تكرس القمع وبدلاً من مراسيم ضرورة تحول الكويت إلى مركز مالي، أصدرت مراسيم غير ضرورية كمقدمة لتحويل الكويت إلى دولة بوليسية، وهذا ما أظهرته وستسلط الضوء عليه بالتأكيد ندوات المرشحين في المرحلة القادمة! وستتسبب الحكومة بجلب الصداع إليها من دون استفزاز ولا داعي!، سوى تقديرات خاطئة، لم تقرأ الساحة جيداً، وتجاهلت مزاج الشارع السياسي، فتركت الأهم وركضت خلف الأقل أهمية، بعض شباب الكويت في حادلة يرثى لها من الصبيانية والضحالة والمستوى الفكري المتردي، لم نلمس أي بُعد واهتمام للجانب التربوي والأخلاقي في هذا الشباب.. إنني أخشى على الحكومة »ولا أعلمها شغلها« أن تمتلئ الصدور ضدها وها هم حلفاؤها التاريخيون نشاهدهم في ندواتهم ومحاضراتهم يتخلون عنها، وإذا سألتهم قالوا الشارع يريد هذا، فلماذا لا تنتهج الحكومة سياسة كسب هذا الشارع طالما بيده كثير من قواعد وتأثيرات اللعبة السياسية، لماذا تصطدم معه دائماً.
القانون والهيبة مطلوبان لكن الزائد أحياناً مثل الناقص كما يقول المثل الشعبي، لذلك فإني أخشى أن تكون حسابات الحكومة خاطئة، وبالتالي تكون نتائج صناديق الاقتراع تأتي على غير ما تشتهيه، فتلجأ بعدها إلى الحلول الصعبة، وهكذا تعيش الكويت في دوامة الصراع الداخلي وتنشغل عن البناء والتنمية، الحاجة الأهم لهذا البلد ومواطنيه والله أعلم.
تعليقات