'طنطاوي' كما يراه محمد الصقر هو المشير الذهبي لمصر!

زاوية الكتاب

كتب 2735 مشاهدات 0


الوطن

نقش القلم  /  رتبة المشير والتغيير!

محمد عبد الحميد الجاسم الصقر

 

لاحداث العالم العربي وقفات منها المدني ومثله العسكري بالذات لجيل تابعه وعاصر ما فيه سلبا أو ايجابا، نلقي في هذا المقال على احد جوانبه العسكرية المهمة والمؤثرة على ساحته وتاريخه الحديث مثلما عاصرناه، مثال على ذلك رتبة عسكرية قيادية تركت بصمات لم تمح اثرها مرور السنوات بشخصية اصحابها صورة واسماء ومسميات كالمشير الراحل عبدالحكيم عامر احد افراد الثورة المصرية الاولى عام 1952م برئاسة اللواء محمد نجيب ثم البكباشي جمال عبدالناصر الابرز من زعماء الحركة التحررية للعالم العربي بسلبياتها وايجابياتها خلال سنواتها من مولدها حتى وفاته عام 1970 الشهر التاسع سبق هذا التاريخ هزيمة حربية لجيوش عربية خمسة مع اسرائيل تداخلت قبلها حروب جانبية عربية اجنبية وعربية عربية بأسماء مختلفة ومسميات مثلها تتوجت بهذه الهزيمة المؤلمة المؤثرة بكل معانيها على قياداتها وشعوبها حركت وغيرت تاريخ هذه الامة تصدر ذلك مسمى الرتبة المذكورة لمشير يقود مواقع قواته في بلدان مختلفة ابرزها قائد هزيمة 1967 المشير عبدالحكيم عامر للقوات المسلحة المصرية المختومة بفترة قيادته دون الدخول بتفاصيلها فحسابها عند خالقه كيفما كانت واينما تكون لكنها قاسية النتيجة! سبق هذا الحدث مسمى للمشير عبدالله السلال للثورة اليمنية الاولى للشمال من هذا الوطن العزيز العربي على خارطة جزيرتها العربية ثم جاءت بعد ذلك احداث اخرى بعد الانقلاب على حكم الامام البدر للمرحلة القبلية في هذا البلد العربي المسمى يوما باليمن السعيد بتاريخها القديم، حتى ما دارت دوائره للوقت الحالي فقد كان مشير الرئاسة لليمن الثوري اسم ومسمى لازمها للفترة الماضية من الستينيات لذلك القرن!
اما لرمز بارز لهذه الرتبة بل مثال لها لوطنه وامته العربية اشبه بالزهد القيادي المسالم لرئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا فهو المشير عبدالرحمن سوار الذهب اول رئيس للثورة السودانية الثانية بعد استقلالها برئاسة ابراهيم عبود ثم حركة ضباط السودان الاحرار لتعديل مسار ثورتهم العسكرية على قيادتهم المدنية السابقة لهم تم اختيار المشير عبدالرحمن سوار الذهب ليكون القائد لمجموعة ضباط جيله آنذاك وبعد فترة وجيزة من قيامها واستقرار اوضاعها تم بهدوء وقناعة منه ترك ذلك الموقع لمن يأتي بعده وهو بقمة سلطته وقوة شخصيته الى انه فضل ترك تلك الساحة والتفرغ للعمل الانساني الخيري ليس في السودان فقط بل على مستوى العالم العربي والاسلامي كذلك وقد سبقه في هذا الموقع اللواء جعفر نميري ثم دارت الدوائر السياسية والعسكرية لمن جاء بعده كما هي حال الثورات العسكرية اما المشير الرمز باسم على مسمى «سوار الذهب» فقد خرج من هذه الحلبة بهدوء وسلاسة دون مكابرة ولا مغامرة ولا بيان اول للرجوع للسلطة وبلقاء خاص لي معه شخصيا وتذكيره بما تم رد هذا الرجل السامي بتواضع جم قائلا شخصيا لي: «لقد تركت هذا المجال لرجال اوفياء مثلي يقودونه بطموح منهم الى الكمال لوطن عزيز وغال على امته وصفوه يوما ما بمناهج التدريس بسلة طعام العالم العربي بل غذائه المتكامل بكل خيراته» يا ليت لقياداتنا المماثلة نفس الروح العالية لتوفر علينا حركات مماثلة للربيع العربي الحالي بمسميات تختلف عن القائد الضرورة والقائد للابد والزعيم الاوحد وملك ملوك القيادات وغير ذلك من التسميات.
اما رتبة مشير خطة العبور رحمه الله المشير احمد اسماعيل علي لسبعينيات القرن الماضي فهي لازمت انتصارا مبهراً للقوات الباسلة المصرية لاستعادة اراضيها المحتلة عبر القنوات البحرية بجهود متواصلة لحرب استنزاف مخطط لها منذ حياة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر نفذها فرسانه بعد وفاته بعهد رفيق دربه الرئيس الراحل انور السادات وكوكبة من فرسان قيادات الجيش المصري الباسل كانت ملحمة حربية عسكرية اعادت الكرامة لمعنويات الجيوش العربية بعد هزائمها المتكررة بكفاح لم ينقطع حتى ساعة العبور الرائع.
وتتواصل الاحداث العسكرية والحركات الثورية الى جانب المتغيرات الدولية والمدنية المحلية والعالمية للقرن الثالث في ألفيته لنعايش مشيرا برتبته العسكرية ودماثة اخلاقه ورقي تعامله للحفاظ على ارواح ومكتسبات وطنه الغالي رئة الامة العربية طيلة فترة رحيل رئيسها الاسبق محمد حسني مبارك بين تحرك شعبي مدني داخلي لقوافل جماهيرية مصرية طلبت ورسمت ونفذت هذا الاسلوب لمنهاج الربيع العربي بصوورة تختلف عن باقي ربيع الدول العربية الثورية الاخرى بتسلسل وسلاسة تحركها كان على قمة السلطة العسكرية فترتها ذلك المشير الذهبي الرائع «م.محمد حسين طنطاوي» حاكما عسكريا بسلاسة تنفيذية جعلت الامور تتجاوز مزيدا من الكوارث وازهاق الارواح البريئة لمدة تقارب السنتين وعد فيها بعدم استمراره لدخول انتخاباتها أو فرض احكام عسكرية معهودة لاستمرار سلطته أو وضع العصي في دولاب التحرك الشعبي المدني لفرض قوته وسيطرته كحاكم عسكري لمجلس اعلى، لكنه برز من بين ذلك بتشجيع الخطوات المدنية لرئاسة الدولة بمجالسها التشريعية والحكومية بانتخابات شهد لها الجميع بنزاهتها واطلاق حرية الاختيار للشعب المدني لاختيار من يرأسه وقد كان كل ذلك بأمن وامان يعهده كل اهل الكنانة بالصوت والصورة ليكون القرار لهم كأبناء لوطنهم يحسنون قيادته حتى صدور القرار الجمهوري من الرئيس محمد مرسي لجمهوريته بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي الرمز ومساعديه بوزارة الدفاع والقوات المسلحة ليكون لمصر اختيار قياداتها وفق رغبتها مسك ختام للمشير المذكور.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك