ثلاث مؤشرات تلتقي في إيران، ليس بينها الدواوين والانتخابات الفرعية الكويتية
محليات وبرلمانجولة ديك شيني-المناورات الإسرائيلية-تحطم طائر بي 1 في قطر
إبريل 7, 2008, منتصف الليل 1050 مشاهدات 0
قرأت كما قرأ كل المتابعين لقضايا الأمن في المنطقة ثلاث أخبار متفرقة حدثت خلال العشرين يوما الماضية، وشملت دائرة مركزها الخليج العربي ويمتد قطرها ليشمل إسرائيل وتركيا. وتضمنت تلك الأخبار جولة نائب الرئيس الأميركي ديك شيني للمنطقة ،والمناورات العسكرية الإسرائيلية ، وحادث الانفجار في طائرة بي 1 بي في قطر .
جولة ديك شيني
كانت سلطنة عمان هي المحطة الأولى المعلنة لجولة نائب الرئيس الأميركي ديك شيني للمنطقة حيث انسل خفية في زيارة غير معلنة للعراق وأفغانستان ثم أعلنت زياراته مسبقا إلى السعودية وإسرائيل والضفة الغربية وتركيا.
المناورات الإسرائيلية
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل ستجري اعتبارا من 5 ابريل 2008م تدريبات دفاع مدنى على نطاق واسع تشمل سيناريوهات من بينها هجمات صورية بالصواريخ على مناطق آهلة بالسكان بالرؤوس الحربية الكيميائية، وتشمل التدريبات إطلاق صفارات الإنذار في أنحاء اسرائيل وتدريب طلاب المدارس على التوجه الى الملاجئ .
رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت صرح أن إسرائيل لا تهدف إلى رفع وتيرة التوتر على حدودها الشمالية من خلال إجرائها مناورات عسكرية، محاولا بذلك طمأنة سوريا ولبنان.وكرر أولمرت محاولاته لطمأنة سوريا ولبنان الى أن المناورات الاسرائيلية لا تخفي توجهات حقيقية نحو الحرب، وأضاف:'نحن مهتمون بالتفاوض مع السوريين، وهم يعرفون بالضبط ما نريد ونحن نعرف ما يريدون وإذا سنحت الظروف فإننا لن نتردد'.
تحطم طائر بي 1 في قطر
في الساعة 9:10 مساءا بالتوقيت المحلي للدوحة من يوم الجمعة 4 ابريل 2008م وقع انفجارا مجهول الطبيعة على متن طائرة 'بي 1' B-1B Lancer الأميركية على الأرض في قاعدة العديد في قطر وقد أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن طاقم المدمرة المؤلف من أربعة أشخاص قد نجوا من الحادث.
ثلاث مؤشرات تلتقي في إيران
زيارته تشيني للسعودية يمكننا تقبل سببها الرئيسي كجهد أمريكي لكبح جماح ارتفاع أسعار النفط التي بلغت سعرا جنونيا ،مما انعكس بمردود سلبي على الاقتصاد الأمريكي والعالم من خلال إقناعهم بمضاعفة إنتاجهم لخفض الأسعار بالإضافة إلى قضايا أمن الخليج العربي والتي قد تشمل نوع ما من التسهيلات التي تحتاجها الولايات المتحدة فيما لو قررت ضرب ايران . ولأن عمان تشرف مثل إيران على مضيق هرمز الاستراتيجي عند باب الخليج فلا بد أن تحتل إيران مرتبة عليا على لائحة المحادثات بين شيني والسلطان قابوس، وكما بدأت عملية مخلب النسر عام 1980م من مصيرة العمانية في محاولة فاشلة لتحرير الرهائن الأميركيين لذا لا نستبعد ان تطلب الولايات المتحدة نفس التسهيلات، أما المحطة التركية في جولة شيني فلا يمكن عزلها عن زيارته لإسرائيل وهي أيضا مرتبطة بقمة حلف شمال الأطلسي التي عقدت في بوخارست في الفترة من 2 - 4 ابريل .وكون تركيا هي العماد الرئيسي للجناح الجنوبي للحلف فهي بوابة للدعم الأطلسي لإسرائيل لو أمطرتها طهران بصواريخها كرد على مهاجمة مفاعلها .أما زيارته لإسرائيل فقد غطي عليها بزيارته للسلطة الفلسطينية بدعوى تحريك عملية السلام ، وأن كنا لانستبعد أنها زيارة لتلاوة صلاة الحرب على الجهد الإسرائيلي المزمع لوقف الطموح الإيراني
إن من المعتاد أن يسبق عقد أية مناورات عسكرية أعلان الدولة التي تنفذها في بيانات اعلامية مستهلكة ،أن هذه المناورات تنفذ بناء على جدول مسبق ولا دخل لها بالإحداث الجارية ، كما يرافق ذلك إعلان بأنها ليست موجهة لأحد ، لكن لايرافقها اغلظ الايمان
التي تبرع قادة إسرائيل العسكريين و السياسيين على حد السواء لتطمين العرب بأنهم لن يتعرضوا للإذلال مرة أخرى كما حدث ثلاث مرات خلال نصف قرن .
وهذا أمر يثير الريبة حيث أن إسرائيل هي التي تمجد عملياتها التي تنفذها في جنح الليل ابتدأ من عملية عنتيبة إلى عملية قصف المفاعل النووي العراق إلى عملية اغتيال قادة فتح في تونس، ولا نملك إلا القول العربي كاد المريب أن يقول خذوني ،لكن ما يخفف من توجسنا هو أن على رأس قائمة العدو المفترض لإسرائيل حاليا جمهورية إيران الإسلامية ،وهذا لايمنع أن تتعرض سوريا وحزب الله في لبنان إلى ضربات متزامنة مع الهجوم الاسرائيلى بعد أن يكون المجتمع الصهيوني قد تهيأ نفسيا لتلقي ضربات الصواريخ الايرانية .
وفي نفس السياق نتساءل عما تفعله طائرة 'بي 1' B-1B Lancer الأميركية في قطر وهي قاذفة بعيدة المدى Long Range Bomber ، حيث ان علينا أن قاذفة القنابل هذه من الطائرات التي تستطيع القيام برحلات جوية طويلة عابرة للقارات دون تزود بالوقود في الجو، كما أنها تستطيع اختراق الشبكات الدفاعية المتطورة، وهي تعد من الأسلحة الإستراتيجية الأميركية، كما أنها قادرة على حمل كميات كبيرة من القنابل، بما في ذلك الأسلحة النووية.
فهل كانت هذه رحلتها الأولى لقاعدة العديد؟ وهل وصلت لهذه المنطقة من العالم كجزء من تدريبات تقوم بها لقصف بوشهر ؟
يرى العديد من المراقبين أن الولايات المتحدة قد اعتادت أن لا تشن حروب في السنوات التي تجري فيها الانتخابات الرئاسية ، وكما نشاهد فإن الانتخابات (الفرعية) بين الديمقراطيين تجري على قدم وساق وهي كذلك بين منتسبي الأحزاب الأخرى. فهال يستغل نائب الرئيس الأميركي ديك شيني وهو كبير صقور البيت الأبيض الفرصة السانحة للقيام بشن الحرب على إيران مخالفا حسابات المراقبين المتعارف عليها ؟ولا سبب لوجود الطائرة المشئومة إلا دليل على ان هناك تمرينات أمريكية على نفس أسلوب الضربات التي تلقاها صدام حسين من طائرات تقلع من اسبانيا وجزيرة دييجو جارسيا في المحيط الهندي . وهل زيارة الصقر لإسرائيل ثم قيامها بتنفيذ مناوراتها الضخمة والتي حضرت شعبها فيها لتلقي ضربات صاروخية إيرانية دليل على اقتراب الحسم ؟
المراقب للساحة الكويتية، لا يرى بأن لمثل هذه التطورات مساحة من التفكير في الأجندة الرسمية الكويتية المشغولة بالانتخابات الفرعية، ولا للخطاب الانتخابي للمرشحين المشغولون بزيادة الخمسين وإزالة الدواوين!!
تعليقات