باي باي لندن!
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الدويسان أغسطس 13, 2012, 1:48 م 1230 مشاهدات 0
بريطانيا الإمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس اغمضت عيناها واغرقت بالدموع حزنا وفراقا لختام الألعاب الأولمبية ، اختتمت الفعاليات .. انتهت المنافسات .. وزعت الميداليات .. صراع الجبابرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين على جدول الميداليات ينتهي أمريكي بمجموع ( 46 ذهب ، 29 فضه ، 29 برونزية ) ، الصين ( 38 ذهب ، 27 فضه ، 22 برونزية ) وتستعيد أمريكا الريادة بعد فقدها 2008 في بكين ، قوة أمريكا وتفوقها على الصين في منافسات السباحة حيث تم توزيع 34 ذهبية أمريكا حصلت على 16 ذهبية بالمقابل 5 ذهبيات للصين ، بالإضافة لقوة أمريكا بمنافسات ألعاب القوى احرزت 9 ذهبيات بالمقابل ذهبية واحدة فقط للصين ، وتفوق أمريكا في الألعاب الجماعية احرزت ذهبيتي كرة السلة ( رجال _ سيدات ) وذهبية كرة القدم سيدات بالمقابل الصين لم تحرز أي ذهبية بالألعاب الجماعية .
رغم ذلك لم يقلل من شأن الصين أبدا التي تحاول الدخول والمنافسة في منافسات كان من الصعب ان تحقق فيها الميداليات وبدأت تحقق بعض منها تجتهد وتحاول .
فهذه لأول مرة منذ دخول الإتحاد السوفيتي ( وروسيا حاليا ) الألعاب الأولمبية عام 1952 أن تحتل روسيا المرتبة الرابعة على جدول الترتيب العام للميداليات باستثناء عدم مشاركتها عام 1984 لأسباب سياسية وقد لايعتبر فشل ولكن كان لبريطانيا دور مذهل وكبير وحققت المركز 3 على جدول ترتيب الميداليات النهائي ووصفت ' بأنها أعظم بعثة أولمبية في تاريخها ' إذ حققت 65 ميدالية متنوعة ، فخلال أولمبياد بكين احرزت 47 ميدالية متنوعة ولكن وزارة الرياضة حددت الحصول على 48 إلى 70 ميدالية متنوعه وكان لها ما أرد ، بريطانيا عملت بصمت ودون ضجيج وحققت هذا الكم الكبير من الميداليات ، للجمهور دور بالنتائج ولكن بدون رياضيين مؤهلين وقادرين لم يستطيعوا تحقيق الميداليات .
ظواهر استمرت بأولمبياد لندن ، العداء الجمايكي بولت يكرر ماعمله في أولمبياد بكين فأحرز ذهبيات ( 100 م / 200 م / 4 * 100 ) فحقق 6 ذهبيات خلال دورتين أولمبيتين ' بولت أسرع من البرق إذا لمع ' ، السمكة الذهبية ( مايكل فيلبس ) أصبح أعظم رياضي أولمبي فخلال 3 دورات أولمبية احرز 22 ميدالية ( 18 ذهبية 2 فضة 2 برونز ) ، ومن الظواهر التي تناقش بالأولمبياد هي اختبارات المنشطات ووقوع بعض الرياضيين بالمحظور وتم ايقافهم ، لكن أولمبياد لندن ظهرت منشطات من نوع آخر وهي منشطات مباحة ( شبكات التواصل الإجتماعي ) التي تعتبر منشط يلهب حماس الاعب ، فلاعب الجودو الفرنسي ( تيدي رينيي ) حصل على ذهبية فوق وزن 100 كيلو غرام عندما اعلن مشاركته بالأولمبياد ارسل له عشاقه مايقارب ( 1.700 تعليق عبر الفيسبوك ) وبعد تحقيقه الانجاز استقبل أكثر من ( 3.600 ) متعلق بالتهنئة .
الوطن العربي يفوق عدد سكانه 300 مليون نسمه نعجز عن المنافسة الحقيقية ، انجازات إن تحققت تحقق بمجهودات فردية ، الأولمبياد تقام كل أربع سنوات ونسمع نفس الإسطوانة المشروخة ( ضعف الدعم / من أجل الإحتكاك ورفع المستوى / الإعداد للدورة المقبلة ) !! كأن العرب يغطون في سبات عميق ويصحون على الأولمبياد ماذا تعملون طيلة هذه الفترة ؟؟ ،بسبب الإهمال وعدم التقدير العرب يخسرون أبطالهم ونجومهم مثال على ذلك : العداء البريطاني ( محمد فرح ) ذو الأصول الصومالية هاجر من الصومال درس وتعلم وتبنته بريطانيا فأحرز ( ذهبيتي 5 آلاف و 10 آلاف م ) العرب خسروا هذه الموهبة .
هناك ميدالية أولمبية نقف عليها وهي ميدالية الشاب القطري ( معتز برشم ) بحصوله على برونزيه منافسة الوثب العالي وهو نتاج عمل اكاديمية التفوق الرياضي ' اسباير ' فشعار هذه الأكاديمية ( اليوم حلم .. وغدا نجم ) التي انشأت عام 2005 وبدأت النتائج تظهر فحقق ميدالية عام 2012 .
ولدعم الرياضة ومدى أهميتها مجلس الوزراء الإمارتي يتخذ قرارا بمشروع الألعاب الأولمبية المدرسية يبدأ من المدارس الإبتدائية وينتهي العمل بمنصات التتويج العالمية ، فالرياضة العربية تحتاج إلى هذا العمل والتخطيط لحصد الميداليات ، نمتلك مواهب فتحتاج إلى صقلها والإهتمام بها ، لعلها تكون بداية الإنطلاقة العربية نحو النجاحات وحصد المزيد من الميداليات .
وداعا لندن .. وتبدأ الأنظار تتوجه للبرازيل ريو دي جانيرو 2016 تنتظر الإنجازات والإبداعات والتألق .
عبدالعزيز الدويسان
تعليقات