عن الحربش وتعديل الدوائر.. يكتب عبد العزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 1064 مشاهدات 0


الأنباء

وجهة نظر  /  الحربش.. وتعديل الدوائر

عبد العزيز الكندري

 

من الواضح أن الحكومة كان لها رغبة كبيرة في تحويل ملف قانون الدوائر الانتخابية للمحكمة الدستورية منذ فترة، ولكن كان هناك تردد كبير من ردة فعل الشارع على هذا الإجراء الذي يرفض فكرة التحويل ويرى أن تجرى انتخابات وفق خمس دوائر وبأربعة أصوات وهذا حقه، وبعد ذلك المجلس هو الذي يقوم بهذا التعديل، كما أن نواب الأغلبية جددوا رفضهم لهذه الفكرة.

وفي حالة الانتهاء من تحويل ملف الدوائر للمحكمة الدستورية فإن هذا الأمر سيتسبب في زيادة الاحتقان الشعبي الموجود بعد الانتهاء من شهر رمضان الفضيل، وسيصعب على الحكومة مواجهة هذا الاحتقان الكبير بسبب تماسك كتلة الأغلبية بشكل كبير، بل إن التصرفات الحكومية غير المدروسة هي التي أدت لتماسك هذه الكتلة.

ويبقى السؤال: هل الحكومة قادرة على تجنب الاحتقان الشعبي وتجاوز هذه المرحلة لو تم تغيير الدوائر خارج المجلس؟

شخصيا لا أعتقد ذلك، فلا الوضع الداخلي يسمح بذلك بسبب حجم قضايا الفساد التي أصبحت ماثلة للعيان وبتفاصيلها لدى عامة الناس من ايداعات وغيرها من قضايا، ولا الوضع الخارجي الإقليمي بالمستقر والذي نحن جزء منه حتى نغفل عنه، وشاهدنا كيف كانت كلفة مواجهة الشعوب عالية، إضافة إلى وجود مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيسبوك والتي سهلت لتلك الأغلبية التواصل مع جماهيرها بشكل فعال ومؤثر جدا. ومن خلال متابعة الاقتراحات بقوانين لأغلبية 2012 وجدت أن غالبية مطالبها جيدة وعادلة إن لم تكن ممتازة، ومنها على سبيل المثال تقليل مدة الحبس الاحتياطي وجامعة جابر ومحفظة الطالب علاوة على أن جدول أعمال مجلس الأمة قبل حله من قبل المحكمة الدستورية كان حافلا كذلك بالاقتراحات بقوانين الإصلاحية والمهمة مثل الاقتراح بقانون من اجل إنشاء المحكمة الدستورية، ومشروع قانون بشأن تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، ومجموعة من الاقتراحات بقوانين كانت في اللجنة التشريعية مثل الاقتراح بقانون لإنشاء الهيئات السياسية واقتراح تعديل لائحة المجلس بحيث يعقد جلساته من دون الحكومة، إضافة للعديد من الاقتراحات بقوانين.

إذن فإن هدف كتلة الأغلبية هو العمل بشكل دؤوب لإنجاز أكبر عدد من الاقتراحات بقوانين، وهدف الحكومة إسقاط وتقليل كتلة الأغلبية وهنا تكمن المشكلة.

ويقول د. جمعان الحربش في موضوع تعديل الدوائر: «ان من أشار عليكم في السابق بتوزيع الهبات والملايين ما نصحكم بخير، ورأيتم النتيجة وكيف حدث شرخ عظيم بين الشعب والسلطة، فالذهاب إلى المحكمة الدستورية سيفتح بوابة لا يستطيع أحد أن يقف في وجهها وهي الغضب الشعبي الكبير وهناك من يريد أن يفتح باب الفتنة على مصراعيه فيجب احترام إرادة الأمة والعقول والدعوة إلى انتخابات وفق نظام الخمس دوائر ليترك بعد ذلك الأمر للأمة من خلال برلمانها لحسم قضية الدوائر».

كلام د. جمعان الحربش كلام خارج من إنسان عاقل بصير، وضع مصلحة الكويت أمامه، وهي رسالة يود ايصالها قبل أن تستفحل الأمور أكثر، ويكبر ويزيد الاحتقان.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك