سعود الحربي يتمنى ان تكون الحكومة أكثر واقعية في تفكيرها

زاوية الكتاب

كتب 630 مشاهدات 0


الوطن

ديمة قلم  /  أوقفوا التمرد والعصيان

د. سعود هلال الحربي

 

التمرد والعصيان حالاتان تقومان على التهيؤ النفسي والذهني، بسبب موقف يتخذه الفرد من خلال اتجاه معين، حيث يبدأ بين الجوانح ثم يظهر شيئا فشيئا الى ان يصل الى درجة كبيرة من التعبير أو حتى العنف، كما أنهما قد يكونان نتاج خبرات متراكمة صهرتها السنين والمواقف حتى تشكلت بصورة نهائية وباتت ظاهرة للعيان ولا تحتاج الى اثبات، والتمرد لا يعني دائما أنه موقف سلبي فقد يكون ضد نظام فاشستي أو ارهابي أو أي شكل من أشكال مصادرة الحقوق، وهذا ما وجدناه في ثورات الربيع العربي، والتي بدأت بالتمرد حتى وصلت الى ما نشاهده في وقتنا الحاضر.
في الكويت لنعترف ولنملك الجرأة أيضا للقول ان هناك حالة كامنة في نفوس معظم شبابنا، نتيجة مؤثرات كبيرة وقوية جدا، من أهمها الإحساس بتوقف حركة التنمية والحياة وحالات الفوضى السياسية عدا الجو العام كنمو العنصرية بأشكالها كافة ثم كان التأثير الاعلامي وما يكتب في شبكات التواصل الاجتماعي، فكل هذه العوامل وغيرها زرعت في النفوس حالات تمرد ورفض شعرنا بها خلال السنوات الماضية بطريقة صريحة لا غموض فيها، والتي أيضا نقول ان بعضها يستحق الاعتراف به وفهمه.
وعندما نحلل موقف التمرد ذاته، نجد ان هناك من عانى من ظلم أو مشكلة ما وهناك من يبحث عن مصلحة أو وجود في الخارطة المحلية، وغيرهما يتمرد حبا في الظهور وآخر يتمرد من أجل التمرد ذاته أي قد لا تكون لديه قضية معينة ولكن الاتجاه الذاتي والنفسي جعله يقوم بهذا السلوك، وبذلك تعددت أسباب حالات التمرد بين المقبول والمعقول وبين غير المنطقي والذي قد يشكل خطرا كبيرا، فالذي لديه مشكلة قد ينتهي تمرده بانتهائها، أما الحالات الأخرى فهي سرمدية وأقرب للعبثية.
ما نريد قوله هنا يجب ان نوقف حالة التمرد وتحديدا من قبل الجهات المسؤولة وأولها الحكومة بما تحمله بكل مكوناتها، والايقاف لا يتم بالقوة والعنف والبطش ولكن بالتعقل والحكمة، والتي ترتكز على وضع الحلول لكل المشكلات وعدم خلق أجواء العصيان والتمرد كما هو حاصل في مشكلة الدوائر وغيرها، كذلك بوقف نزيف الوحدة الوطنية بسبب تشجيع العنصرية وتذكيتها من قبل البعض ولاسيما في المجال الإعلامي.
واذا لم تدرك الحكومة خطورة هذه الحالة فأعتقد اننا في موقف صعب، ونكون هيأنا الأجواء للتوتر والتمرد ثم يكون العصيان والذي قد يصل لحالة من الفوضى وتكون بداية مشكلات لها أول وليس لها آخر، كما أتمنى ان تكون الحكومة أكثر واقعية في تفكيرها مما هي عليه الآن والتي أيضا لا نشكك في حرصها وحبها للكويت وشعبها، فهل من مجيب؟.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك