((الآن)) ترصد أصداء الدعوة للإضراب فى مصر:

عربي و دولي

سيولة مرورية غير معتادة بالقاهرة..وهدوء حذر وإضراب صامت بالمنازل وعلى الإنترنت

1577 مشاهدات 0

صورة جوية لشوارع الدقى بالجيزة تكشف حالة السيولة المرورية

شهدت شوارع القاهرة سيولة مرورية غير معتادة صباح اليوم الاحد السادس من ابريل تزامنا مع الدعوة إلى اضراب شامل في مصر دعت إليه مجموعات مصرية على شبكة الانترنت وتبنته قوى سياسية ومنظمات حقوقية وصحف خاصة، حيث لم تشهد شوارع القاهرة  الزحام المعتاد في ساعات الصباح، مع بداية الأسبوع.

ويأتي ذلك فيما تتواصل رسائل الراغبين في المشاركة في أول عصيان مدني عبر الإنترنت ، وتطالب الرسائل المواطنين بالبقاء في البيت وعدم النزول إلى الشارع إلا للضرورة القصوى ، ودعت أخرى إلى التجمع في وسط العاصمة ظهرا للتظاهر وهو ما نشر الخوف لدى المواطنين والطلاب الذين تغيب أكثرهم عن الذهاب إلى مدارسهم.

ورصدت هدوء حذر المدن المصرية حتى الساعات الأولي من صباح اليوم الأحد ، في وقت انتشرت فيه قوات الأمن أمام الجامعات ومناطق التجمعات العمالية وألقت القبض على عدد من المتظاهرين ، والتزم مواطنون منازلهم خوفا من حدوث كوارث مفاجأة جراء الاضراب .

ففي ميدان طلعت حرب بوسط العاصمة القاهرة اعتقلت قوات الأمن المصرية 12 من المتظاهرين ، كما اعتقلت عنصرا من حزب العمل واثنين من الحركة المصرية من أجل التغيير 'كفاية' بالاضافة الى اعتقال اثنين أحدهما من الاسكندرية وحبسهما 15 يوما على ذمة التحقيق .

كما حولت قوات الأمن المصرية مدينة المحلة الى ثكنة عسكرية بنشرها العشرات من قيادات وزارة الداخلية ، وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال الداعيين الى الإضراب في شركة المحلة الحكومية للنسيج ومنعتهم من الدخول حتى لايقوموا  باثارة غضب العمال.
صاحب ذلك تواجدا امنيا كثيفا أمام جامعة القاهرة بالاضافة إلى عربات المطافيء وقوات الامن المركزي وتواجد عدد من القيادات الامنية أمام الجامعة.

كما لاحظت   انخفاضا واضحا في أعداد الموظفين المتوجهين إلى عملهم في موعد الحضور وهو ما لم يكن يحدث في مثل هذا الوقت من اليوم، فضلا عن عدم ذهاب أعداد كبيرة من التلاميذ إلى مدارسهم.

وشهد ميدان التحرير في قلب القاهرة شهد تواجدا امنيا مكثفا تنوع بين القوات المرتدية للزي المدني و القوات السرية المرتدية للملابس المدنية.

وفي شارع مجلس الشعب القريب من ميدان التحرير لم تختلف الصورة حيث تواجدت قوات غفيرة من الشرطة.

وأمام مبنى التليفزيون المصري تواجدت أعداد كبيرة من قوات الامن كما انتشرت في الشوارع الجانبية المحيطة.

وحذرت وزارة الداخلية بأن أجهزة الأمن سوف تتخذ اجراءات فورية حازمة تجاه اي محاولة للتظاهر أو تعطيل حركة المرور أو اعاقة العمل بالمرافق العامة حماية للصالح العام.

وأصدرت وزارة الداخلية بيانا السبت قالت فيه ان البعض من محترفي الاثارة والتيارات غير الشرعية اخذوا في الفترة الاخيرة في الترويج لمنطلقات ودعاوي وشعارات مضللة وعمدوا إلي الدعوة لوقفات احتجاجية وللتظاهر وللتوقف عن العمل اليوم 6 أبريل وتعطيل الاعمال مما أوجد انطباعات خاطئة لدي البعض من المواطنين وأكدت الداخلية علي ان جميع انشطة مؤسسات الدولة وقطاعاتها الخدمية والانتاجية والدراسية منتظمة في عملها اليوم.

وتضمنت رسائل على المحمول وشبكة الانترنت صياغات مختلفة للمشاركة في اضراب 6 ابريل بعضها يدعو 'الى الاحتجاج على ارتفاع الاسعار من خلال الامتناع عن شراء اي سلع في السادس من ابريل وخصوصا السلع الغذائية' والبعض الاخر يدعو الى 'البقاء في المنزل وعدم الذهاب الى العمل او الجامعة او المدرسة' فيما يدعو بعض اخر الى المشاركة في وقفات احتجاجية 'في الميادين العامة' او حتى الى الاكتفاء 'بارتداء ملابس سوداء'.

وظهرت تجمعات للمتظاهرين بالقرب من الجامعة الأمريكية وسط القاهرة قبيل الظهر، وحرصت الشرطة على تفريق المشاركين بها قبل زيادة أعدادها، وتمركزت القوات الأمنية وعرباتها المصفحة بالقرب من جامعة القاهرة وعين شمس والأزهر، وحول نقابتي المحامين والصحفيين وسط القاهرة ،كما تدخلت قوات الأمن لانهاء إضراب في قطاع الغزل والنسيج .

وحرصت الشرطة على توزيع آلاف من رجالها بالزي المدني ونشرهم على جوانب الطرق تحسبا لأية مواجهات أمنية، واختفت آي ظواهر للدعوة إلى الإضراب في الشوارع عدا ما يصل إلى المواطنين على الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت.

وتجاهل التلفزيون المصري الحديث عن الإضراب باعتباره مجرد محاولة للاحتجاج لا تستحق إهتمام إعلامي واسع ، بينما أولت الفضائيات العربية كـ'الجزيرة' و'العربية' اهتمامًا واسعًا بيوم 'العصيان المدني' ونشرت مراسليها في مختلف أنحاء مصر.

 وكانت حركة 'كفاية' قد دعت الى يوم غضب شعبي على غلاء المعيشة وانتشار الفساد ونقص الرعاية الصحية وسوء احوال التعليم.

وأضاف جورج  إسحاق منسق الحركة  أن الدعوة للإضراب موجهة لكل من يشعر بالمعاناة أيا كانت مهنته، فيوم السادس من أبريل هو يوم التعبير عن الغضب الشعبي تجاه كل سياسات الحكومة التي تضر بالشعب»، على حد قوله.

ومن جانبها أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن تشارك في الإضراب، لأن فكرته لم تُطرح على الجماعة من الأساس، لكنها قالت، على لسان الأمين العام للجماعة محمود عزت إن الإضراب، بشكل عام، حقٌَ للجميع، وأن الإخوان سمعوا عن هذا الإضراب من جهات مختلفة، وكل الدعوات التي وجهت للجماعة لم نعرفها إلا عن طريق وسائل الإعلام.

وواصلت الإذاعات والصحف الرسمية للدولة نداءاتها للمواطنين بضرورة التوجه  إلى العمل مع زف بشائر بأن الحكومة تسعى إلى رفع رواتبهم بما لا يقل عن 20% خلال شهر يوليو المقبل موعد بدء الموازنة الجديدة للدولة مع وعد بأن تطبق العلاوة على العاملين بالدولة والقطاعين العام والخاص وأصاحب المعاشات.

وأظهرت الصحف تهديدات وزارة الداخلية لمن سمتهم الخارجين على القانون والمحرضين على الإرهاب , ونداءات الوزراء والمحافظين بضرورة التوجه إلى الدوواين الرسمية لأداء علمهم.

في المقابل كان العنوان الرئيسي لصحيفة الدستور المعارضة 'الاضراب ..غدا الاحد 6 ابريل'.

وكتبت الصحيفة في افتتاحيتها ان 'الدعوة الى الاضراب جاءت من خارج اي تيار سياسي اي انها دعوة من شعب قرر ان يقول شيئا وهو بهذه المبادرة يتجاوز الاحزاب والتيارات السياسية بعجزها وحساباتها الضيقة'.

وتأتي الدعوة الى هذا الاضراب بعد ارتفاع قياسي في اسعار السلع الغذائية بلغ اكثر من 16% منذ مطلع العام الجاري اضافة الى ازمة في الخبز المدعم في بلد يعيش اكثر من 40% من سكانه تحت او عند خط الفقر وفقا للبنك الدولي.
   


 

الآن - القاهرة

تعليقات

اكتب تعليقك