'الطاسة ضايعة والبوصلة متعطلة'.. بنظر سامي المانع
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2012, 9:14 م 1007 مشاهدات 0
الكويتية
أحداث مقرفة.. ومقرفون
د. سامي عبد العزيز المانع
الأحداث اليومية المثيرة والمقرفة في الكويت «لحّق لا تلحّق»، كما الأشخاص المثيرون والمقرفون كل يوم يطل علينا وجه «مِروح»، وهم في تكاثر عشوائي مستمر.
هناك بشر إن لم تجد ما تشتمه شتمت وحطت من قدر نفسها، فللبيئة والتربية والنشأة والمصالح أحكامها، والأمثلة على الأرفف وفي المخازن من وفرتها.
واحد «ساقط» أخلاقياً يدعي أن هوايته «تنتيف» الريش التي لم يمارسها، أرادها في الدائرة الثالثة، فوجد من يأخذ بيده لـ «يقب» على وجه الدنيا، وواحد يريد أن ينجح في الانتخابات فغيّر مذهبه، وهو الآن يعمل في قسم «الفداوية» لدى السلطة، وواحد موظف في قسم «شتم» قبائل الكويت بإيعاز من «أكبرها وأسمنها»، وينجح في الانتخابات، وهو «يا عيب الشوم» تحت الحماية والدعم السلطوي.
وزنديق يشتم الرسول الكريم، وزرنيخ يقذف أمهات المؤمنين، وبطيخ يسب سبطي الرسول الكريم، وآخر يتعرض للمذاهب بالسوء، كل هؤلاء نماذج سيئة لهم من يساندهم ويحميهم ويريدهم أن يكونوا في الواجهة وعلى «بوز» الهرم، لدواعي هدم وتكسير الثوابت الاجتماعية، وتكفير الناس بالحرية والديمقراطية.
أرادوا لهم مكانا في المجتمع، وإن كان مكانا «قذرا».. ما المشكلة؟ المهم لدى هؤلاء المرضى وصنّاعهم الخروج من جحورهم وبث سمومهم، ولعل أقصر وأسهل طريق للشهرة والوصول هو التعري، وإذا أردنا الحق وليس ابن عمه، فكثير من «ربعنا» يهوى العراة والتعري، ويشجع عليهما بوعي أو من دون وعي، وهي في النهاية اختيارات الجماهير.
الموضوع سهل، «لو كل كلب عوى ألقمته حجراً... لأصبح الصخر مثقالاً بدينار»، دعوا الكلاب وشأنها، ولا ترفعوا من شأنها، فغير المحترم يجب أن يبقى غير محترم طالما هو أراد ذلك.
والحل لجميع مشكلاتنا هو تطبيق القانون بحزم على «بو بشت» قبل غيره، وبالسرعة المطلوبة، وذلك كفيل ببعث الطمأنينة في النفوس، وعندها لن نصنع من «الحبة قبة»، ولن نتقوقع في دوائرنا الضيقة، في كل مسألة تافهة، تسبب فيها شخص أتفه.
وتطبيق القانون يكون بشكل تلقائي مؤسساتي وليس بأوامر عليا، وليس في كل مرة نلجأ لحكمة سمو الأمير -حفظه الله- لأننا ببساطة نعيش في دولة، على ما أظن، ويفترض أن يكون فيها نظام، وأما المجتمع فعليه مسؤولية نبذ الأغبياء والمتطرفين، والشاتمين الشامتين والكاذبين، والسارقين العازفين على جراح الوطن.
«الطاسة ضايعة»، والبوصلة متعطلة، والمشهد السياسي لا يُعرف وجهه من قفاه، والإمعّات تصدروا الركب، ولعل عبارة «كما تكونوا يولّى عليكم» تؤرقنا في هذه الأثناء، وإن تطابقت مع واقعنا، فذلك يعني أن الخلل فينا، ويتعقد الوضع أكثر فأكثر.. ربنا يستر.
تعليقات