عصر النفط سيطول.. عامر التميمي متوقعاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 5, 2012, 9:11 م 925 مشاهدات 0
القبس
وجهة نظر / خدعة في ظاهر تماسك سوق النفط
عامر التميمي
هل يمكن أن نوصف سوق النفط بالسوق المتماسك بمعنى هل مستوى الطلب الحالي يعزز استقرار الأسعار ولا يدفعها للانخفاض..؟ هناك عدة عوامل تؤكد إمكانات التماسك، من أهمها انخفاض الإمدادات بسبب الحظر المفروض على إيران ، وتشير التقارير المتخصصة الى أن صادرات إيران النفطية انخفضت بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً منذ بداية تطبيق الحظـر في أوائل يوليو الماضي ، وبنسبة 52 في المائة من مستوى الصادرات التقليدية. وعلى الرغم من قيام السعودية بزيادة الإنتاج ومن ثم الصادرات، بعد أن ارتفع مستوى الإنتاج السعودي إلى أكثر من عشرة ملايين برميل في اليوم، فان الكثير من المتعاملين لم يتأكدوا من أن التعويض سيكون كافياً في المستقبل، إذا طالت أزمة الملف النووي الإيراني.. ولا شك أن السعودية وعددا من البلدان الأخرى المصدرة للنفط تريد خلق توازن بين العرض والطلب والحفاظ على مستوى معقول لسعر البرميل حتى لا يؤدي الارتفاع إلى حدوث تضخم، وكذلك استمرار حال الركود الاقتصادي في البلدان الصناعية المستهلكة. من جانب آخر فإن عدم حسم مسألة الملف النووي الإيراني واستمرار العناد الإيراني يزيد من مخاوف نشوب حرب في المنطقة مما يؤثر بشكل حقيقي على الإمدادات والملاحة وحركة النقل في منطقة الخليج بما يرفع من الأسعار المستقبلية للنفط.. أيضا. كما أن المشكلات الهيكلية التي تواجه عمليات الإنتاج في بلدان عديدة، داخل الأوبك وخارجها لا تساعد على خلق شعور مطمئن بشأن توفر إمدادات كافية لتغذية الطلب الحقيقي على النفط.
وكانت خلصت تقارير منظمة الطاقة الدولية الى القول إن الطلب على النفط لن يتجاوز التسعين مليون برميل يومياً، هذا العام. مقابل ذلك تنتج دول منظمة الأوبك بحدود 32 مليون برميل يومياً في حين تنتج الدول الأخرى من خارج الأوبك ما يقارب 58 مليون برميل يومياً. وكما هو معلوم فان الدول من خارج الأوبك، أو عددا منها، تصدر جزءا من إنتاجها..
إلى ذلك، هناك مؤشرات على تباطؤ في الاقتصاد الصيني واقتصاديات عدد من الدول الناشئة بفعل الأزمة المالية في أوروبا، ولذلك يرى اقتصاديون بأن إمكانات تراجع الطلب على النفط محتملة. وعلى الرغم من ذلك فإن منظمة الطاقة الدولية IEA تتوقع أن يرتفع الطلب بمقدار مليون برميل يومياً في العام القادم... هل يمكن للدول المنتجة في الأوبك أن تشعر بالارتياح لأوضاع السوق وتستمر في اتباع السياسات الإنتاجية ذاتها دون تغيير؟ كما سبقت الإشارة. فهناك عناصر عديدة تؤثر في سياسات الأوبك أهمها الحفاظ على أسعار مستقرة، وفي الوقت نفسه لا تريد دول أساسية مثل السعودية أن يكون تخفيض الإنتاج سبباً للمزيد من المشاكل الاقتصادية في الدول المستهلكة.
إن النفط ليس سلعة عادية بل هو سلعة استراتيجية يجب التعامل معها بحذر، ونظراً لأهميته فقد أصبح من المتعذر أن يتولى المنتجون، لوحدهم، تقرير مستوى الإمدادات ومن ثم يتعين على هؤلاء التنسيق مع المستهلكين للوصول إلى توافقات بشأن العرض المناسب. ومهما يذكر بشأن الطاقات البديلة فإن عصر النفط سوف يطول ولكن قواعد التعامل مع سوق النفط تتطلب وعياً اضافياً من كل الأطراف.
تعليقات