ماذا ننتظر للإصلاح وكل مقومات النجاح نملكها؟.. وليد المجني متسائلاً
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2012, 8:50 م 1041 مشاهدات 0
الكويتية
ومضات / التمييز السلطوي والاستيلاء على العرش
وليد المجني
يقول المولى جل شأنه في محكم كتابه «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين».
نهى الله، جل وعلا، المؤمنين في هذه الآية الكريمة عن التنازع، وبين الشيخ الشنقيطي في تفسيره أن التنازع سبب الفشل، وذهاب القوة. ونهى المولى عن الفرقة أيضًا في مواضع آخر كقوله «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، ونحوها من الآيات، وقوله في هذه الآية «وتذهب ريحكم» أي قوتكم.
وقال بعض العلماء نصركم -كما تقول العرب- الريح لفلان إذا كان غالبًا، ومنه قوله: إذا هبت رياحك فاغتنمها .. فإن لكل عاصفة سكون.
حينما ينعم الحاكم في أي دولة بالترف والنعمة، تلك الأمور تستقطب إليه ثلة من المرتزقين والوصوليين الذين يحجبونه عن الشعب، ويحجبون الشعب عنه، فيوصلون له من الأخبار أكذبها ويصدون عنه الأخبار الصادقة التي تتعلق بما يعانيه الشعب، وقد يقول قائل إن حملة الأغلبية قد تؤدي إلى الاستقرار السياسي إذا تصدت للحكومة في تغييرها للدوائر الانتخابية وتعددية الأصوات.
وفي ما يبدو من الجانب الآخر أن هناك أيضاً من يقول إن الحكومة هي التي تبحث جدياً عن الإصلاح السياسي وإرساء مبادئ العدالة في النظام الانتخابي والتوزيع العادل للأصوات، وبينما يشد كلا الطرفين حبل السياسة، لابد أن نتذكر أن الإصلاح لا يقف فقط عند تحديد الدوائر، سواء كانت خمساً أو واحدة، ومن الأفضل قبل الشروع في التجزئة السياسية أن نكون أمة واحدة متلاحمة، كي نستطيع أن نحدد الإستراتيجية المطلوبة لمستقبل الكويت القادم، خسر من خسر وفاز من فاز، المهم أن يمضي قطار التنمية وتعود الكويت درة الخليج.
لابد من القول بإن مشكلة الإصلاح تتطلب مبادرة فعلية من قبل السلطتين التنفيذية والتشريعية، وقد سبق لي أن وصفت انطباعاتي حول فك النزعة الرامية بين السلطتين من خلال خطوات، أولاها أن يبادر الطرف الأقوى، أي الحكومة، بإلقاء أول حجر في بحيرة الإصلاح، عبر دعوة مفتوحة بمنزلة مؤتمر وطني خارج سدة البرلمان يحدد من خلاله آلية حل البرلمان، وشكل التنظيم السياسي في الدولة وتحديد مصير الدوائر، بدلاً من دق طبول الحركات الشبابية واستنزاف طاقاتهم وغسل عقولهم في البرامج السياسية، وتجنيدهم تحت ذريعة الحرية لأي موقف سلبي يستغله الطرفان.
مع الأسف الشديد، استطاعت الحكومة أن تزرع موقفاً عدائيا يتمثل بأن الحق تصحبه القوة، فربت على أذرع الشباب شعار «إننا نحارب، إذن نحن موجودون»، حيث أصبحت اللغة السائدة لديهم «العالم لا يحترم الضعفاء»، لذا توجه الشباب لساحة الإرادة، فارضين مطالبهم خوفا على مستقبلهم ممن يعبثون بأمن البلاد.
ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا جميعا: ماذا ننتظر للإصلاح وكل مقومات النجاح تملكها الدولة؛ شعب مخلص وأمن مستقر وفائض في الميزانية؟! هل يكمن الخلل في حب السلطة والاستيلاء على العرش؟!
تعليقات