سامي الخليفة ينصح كل ناخب بعدم الاصطفاف للمذهب أو الفكر أو القبيلة أو العائلة كمعيار أوحد لتوجيه صوته الانتخابي
زاوية الكتابكتب إبريل 6, 2008, منتصف الليل 503 مشاهدات 0
أيها الناخب الكريم... احذرهم!
من اليوم وحتى تاريخ 17 مايو المقبلة ستجد نفسك هدفاً غالياً وصيداً ثميناً، يحوم حولك المرشحون، وستكثر على هاتفك النقال رسائل واتصالات الترحيب والدعوة لحضور موائد الأكل والاستماع إلى بعض الندوات وغيرها من الأمور التي تهدف لجذبك إلى المقار الانتخابية، وستصل إليك بطاقات ترحيب على عنوان منزلك وفيها سير ذاتية للمرشحين وخطاباتهم الانتخابية، وغيرها من الأمور التي يغلب عليها طابع الدعاية والإعلان ليس أكثر ولا أقل، وهي موضة اعتدنا عليها، ذلك أن أغلب المرشحين يتفقون مع شركات إعلانية ودعائية لتلميع صورهم مقابل مبالغ مالية مجزية لتبقى أنت الضحية المستهدفة!
أيها الناخب الكريم، من اليوم وحتى يوم الاقتراع قد يأتي من لا تعرفه ليهمس في اذنك بأنه سيسلمك مبلغاً وقدره كذا إذا ما قررت التصويت لفلان من المرشحين، أو قد يأتي صديق لك لم تره منذ أعوام ليرحب بك ترحيباً يغلب عليه طابع التملق والتزلف ثم يدس السم بين كلماته مبيناً لك أنه يعرف من المرشحين من يستطيع أن يكرمك ببضع مئات من الدنانير مقابل التصويت له يوم الاقتراع! أو قد يتصل عليك من يجمعه معك مذهب معين سني كان أم شيعي، أو لقب عائلي معين قبلي كان أم عائلي، أو ذوق فكري معين ليبرالي كان أم إسلامي، ليتحدث معك بلغة الاصطفاف للمذهب أو الفكر أو القبيلة أو العائلة كمعيار أوحد لتوجيه صوتك الانتخابي وإن كان على حساب الوطن والمواطنة!
نعم، أخي الناخب ستسمع بكل ذلك، وقد يجذبك زخرف قول أحدهم أو رونق فعله أو حتى جدّية وعوده، ولكن الحقيقة التي يجب أن تعيها يا أخي الكريم هي أن كل هؤلاء يسعون إلى صوتك يوم الاقتراع، ومن هنا أبدأ معك القصة من البداية: حين يكون صوتك هو العامل المؤثر الذي وضعك في دائرة الأضواء والاهتمام وحتى الملاحقة، وبإمكانك أن تستجيب لطعم بسيط جداً مقداره وليمة عشاء فاخرة في مقر انتخابي أو مبلغ معين، يجتهد صاحبه في إقناعك على أنه ليس رشوة بل «عربون» حب ومودة وهي بالطبع ليست كذلك! أو تسهيل معاملة إدارية عجزت أنت عن إنجازها مدّة من الزمن! نعم، بإمكانك أن تبيع صوتك مستسلماً لإرادة مصالح تلك النوعية من المرشحين.
ولكن في نظري المتواضع يا أخي الناخب أن تلك الطريقة التقليدية من الانتخاب هي التي أدت إلى وصول نواب أقل ما يمكن وصفهم أنهم كانوا وبالاً على السلطة التشريعية، فامتصوها بدلا من أن يعطوها، وافقدوها هيبتها بدلا من أن يكرسوها، فلا تعطي الفرصة لكل هؤلاء لتسييرك مجبراً على أمر قد تستحسن مقدماته ولكن بالتأكيد تجهل تبعاته! فأنت اليوم في موقع تتوافر فيك صفة المبادرة، فلا تتركها للمرشحين من أصحاب الأجندات المبهمة، بل قرر أنت ما يجب فعله، وليكن 17 مايو محطتك للتغيير من حال إلى حال، ومعركتك في الإصلاح بالصورة التي تخدم فيها وطنك، وليس لخدمة من يريد أن يركب ظهرك للوصول إلى مبتغاه!
أخي الناخب الكريم، إنها فرصتك التي يمكن في حال أجدت الاستفادة منها أن تساهم في التغيير، وكم أتمنى ألا تفكر بنفسك أو بأهلك والمقربين من دون التفكير وبعمق في مستقبل دولة الكويت وأجيالها، فمن خلال صوتك يمكن أن تضع الرجل المناسب على سلم المسؤولية ليكون خير ممثل لإرادتك في التغيير والإصلاح، فلا مكان اليوم للغة السمجة في التعاطي السياسي، ولا مجال لمن يريد سلب إرادة الشارع وحقه في تقرير مصيره، ولا جدوى من الطريقة التقليدية التي يراد لنا جميعاً أن نقتنع بأنها ذوق ديموقراطي يتناسب ولباسنا نحن أهل الكويت. وللحديث بقية.
د. سامي ناصر خليفة
تعليقات