من قال إن العراق غزا الكويت 2 أغسطس 1990م !!

عربي و دولي

6220 مشاهدات 0

من الذي غزا الكويت 2 أغسطس 1990م ؟

يتعلم  الفرد القيم من البيئة المحيطة به وتصبح لا شعورية بسبب الإيحاء فتدله على الحلال والحرام.ومن القيم المرغوب فيها التسامح عبرنسيان الماضي المثقل بالهموم. لكن من يروج هذه الايام لنسيان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت في 2 أغسطس 1990م،وحصر ما جرى من إحتلال وقتل وتدمير في شخص الطاغية صدام يمارس قيم أصولها الاخلاقية صفر. حيث يروج بخبث لضرورة عيش الواقع مع جيراننا العراقيين وإزاحة الماضي الذي علق في مجرى الحاضر مانعا جريان نهر العلاقات الكويتية العراقية بصورة طبيعية، وكأننا لا نعرف معنى الواقعية الميكافيلية  التي يتشدقون بها !

إن لوطننا الكويت دين في رقابنا يستحيل سداده، ولعل ردنا لبعض حقه هو في حفظه كاملا للاجيال القادمة فالكويت باقية ونحن زائلون كما قال الشيخ جابررحمه الله. ومن أسباب بقائها كما تلزمنا الجغرافيا السياسية العيش مع الجمهورية العراقية الشقيقة في سلام.ولا مانع لدى أبناء الكويت البررة من ذلك،فما بيننا وبين العراق هو جثة يجب ازالتها، وهي إزالة مشروطة بأن لاننسى من هم القتلة،ولا نتنازل عن الدية. ومن يقبل باقل من ذلك فهو عاق في حق الكويت لاسبابة الضيقه مهما تعوذ بالمسوغات البلاغية والسياسية .

أعرف السفير العراقي في الكويت والسفير الكويتي في العراق .وكنت على وشك حضور القمة العربية في بغداد  مارس 2012م بدعوة رسمية، كما قابلت رﺋﯿﺲ اﻟﻤﺠلس اﻻﻋﻠﻰ اﻻسلامي العراقي اﻟﺴيد ﻋﻤﺎر اﻟﺤﻜيم  في ديوان سعد بن طفلة أكثر من أربع مرات،وكنت بجانبه يوم الاثنين الماضي في مظلة العمل الكويتي. وقد كتبت عن العراق وشاركت في حوارات تلفزيونية مع محطات البغدادية والعراقية والرشيد والفيحاء وغيرها ولم يطلب مني أحد أن اقول الغزو الصدامي  بدل الغزو العراقي . فمن الذي يسوق لذلك ويريد مسح ذاكرتنا ؟ وماهي دوافعة ؟

1- إن من المسكوت عنه في الكويت بدواعي الحصافة والكرامة الوطنية  الحديث عن مواقف الجبن في القتال أو التخاذل في الالتحاق بقوات التحرير،كما إن من المسكوت عنه ايضا الممارسات السيئة من قبل من كان في الخارج أو الداخل إبان أشهر الغزو. لكن ذلك لايمنعني من القول إنني شاهدت من يقف في الصف أمامي لاستلام وسام التحرير من يد الشيخ علي صباح السالم رحمه الله وهو لايستحقه .هؤلاء هم من لايريد أن نقول الغزو العراقي لدولة الكويت ولو كان بيدهم لمسحوه من ذاكرتنا .لأن الغزو يذكرهم  بادائهم السيئ خلال تلك المحنة .

2- لاسباب عدة تقود جماعات ذات وفاءات بدائية كالاصل والطائفية حرب إسترداد للبعد العراقي في العقل الجمعي الكويتي الذي ملكه بجدارة وطيب معدن وقوة موقف البعد الخليجي طوال عشرين عاما الماضية، حتى أن هناك من تصل به الوقاحة حد القول تحررنا من الغزو العراقي لنقع تحت الثقافة الخليجية ....

3-رغم ان مشاريع إعمار العراق قد أستبعدت الكثير من الشركات الكويتية ،وترك لنا فتات عمل الشاحنات والمياه المعبأة ،إلا إن بعض رجال الاعمال في الكويت طمعا في المشاريع  قد تعهد للعراقيين بالقيام بحملة علاقات عامة لتبييض صورة  بغداد في الكويت وتحميل الطاغية صدام كل شيئ،وسيتبعها حملة علاقات عامة أخرى لوصول مشرعين لاسقاط الديون العراقية .

تشكل السيادة بعدا مقدسا في الفكر الكويتي،كما يشكل الاستحواذ نفس الحجم في الفكر العراقي،وحين نسترجع مقولة  إن التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة نجد أننا قد أغفلنا السيادة حين وقعنا ضحية من سوق بضرورة نسيان حشد عبدالكريم قاسم علينا في 1961م. حينها تحركت غريزة الاستحواذ العراقية وتحركت معها دبابات البعث على الصامته 1973م فقتلت رجالنا وأحتلت حدودنا. وأعاد التاريخ نفسه في مهزلة فأغفلنا السيادة بعدالصامته فاجتاحتنا  القوات العراقية في مثل هذا اليوم من أغسطس 1990م . إن نسيان إن من غزانا هو العراق خطوة جاحدة  سيتبعها نسيان من ضحى بدمه لأجلنا من شهداءنا الابرار.فماذا بقي  لنا بعد ان أستنفذنا في أقل من 30 عاما المأساة والمهزلة ! 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك