جهات عديدة تتحمل مسؤولية ما تعانيه المرأة اليوم.. بنظر الخويطر
زاوية الكتابكتب يوليو 30, 2012, 7:51 م 1384 مشاهدات 0
الكويتية
ناقصات عقل ودين
سالم مبارك الخويطر
نعيش في مجتمع شرقي الأهواء.. والأجواء.. والثقافة.. والتفكير.. والطموح .. والأهداف.. والنتائج.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نغادر دائرة الشرقية المتأصلة في جذور أرواحنا منذ القدم.. مهما واكبنا ولاحقنا وتحرشنا بالتطور.. وأظن لذلك بعض الإيجابيات التي تميزنا عن الآخرين زملائنا في الإنسانية وممن يقبعون مثلنا على كوكب الأرض.
ومن هذا الواقع أكتب اليوم عن الشريك الاستراتيجي في مكونات المجتمع وأحد الأطراف المؤثرة في نموه وبنائه والارتقاء بأفراده.. إنها المرأة.. السيدة.. والآنسة.. والأم .. والزوجة.. والابنة.. والأخت.. والعمة.. والخالة.. والجدة، وعند أولئك الخارجين على قانون الطبيعة والفطرة والشرع، الصديقة والعشيقة..
هي المرأة شئنا أم أبينا في تفكيرنا الشرقي.. للأسف يتم التعامل معها بصورة غير أخلاقية وغير قانونية ومزدوجة.. ومن مقولة هن ناقصات عقل ودين يتم التعامل مع المرأة من قبلنا، نحن الرجال الشرقيين.. بكل عنجهية وتسلط.. نعم جاء الشرع بتلك الحقيقة ليبين لنا جميعا أن المرأة عاطفية ولا يمكن أن تفكر بعقلها في تعاملها مع أي قضية تعرض عليها، فهي تقدم العاطفة قبل العقل ولهذا السبب جاء الشرع بحكم شهادة امرأتين مقابل شهادة رجل واحد.. وهن ناقصات دين بما يعانينه من الحيض والنفاس والولادة.. وهو أمر شديد الألم على المرأة وقت حصوله لا أظن باستطاعتنا نحن الرجال تحمله.
ومع التطور الهائل في الحياة مازال هناك من يتعامل مع المرأة بعقلية وتفكير الجاهلية.. فالعنف يمارس وبشكل علني، وما عرضه الإعلامي الرائع داوود الشريان علي قناة أم بي سي قبل أيام في برنامجه المثير للجدل.. حول العنف ضد المرأة وما شاهدناه من اعترافات وواقائع مؤلمة عن العنف الذي تتعرض له المرأة في السعودية..إلا دليل على وجود تلك الظاهرة.. ونقيس على ذلك في بقية الدول العربية.
الأمر أصبح تعاملا استعلائيا من قبل الرجل ضد المرأة ولا أبالغ إن قلت انه تملُكٌ للمرأة من قبل الرجل وتعامل معها كتعامله مع أي سلعة أخرى.
للأسف جهات عديدة تتحمل مسؤولية ما تعانيه المرأة اليوم.. الأسرة وقلة الوعي فكثير من الأسر لا تتردد بالموافقة على أول طارق يطرق بابهم لطلب يد ابنتهم.. المهم انها تتزوج وتخفف على الأسرة أعباءها.. وبعد الزواج تكتشف الأسرة متأخرة عدم صلاحية الزوج.. من جميع النواحي.. وبينما تعاني الزوجة مأساةً تكاد تخنقها.. نجد الأهل يستجدون من الزوج ان يعيدها لبيت الزوجية.. وهذا ما دفع لتمرد الرجل وتماديه في استخدام العنف بكل أشكاله.
ثاني تلك الأسباب هو القصور في التعامل مع ظاهرة العنف من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية فالتعامل الحكومي يكاد يكون خجولاً ولا يرتقي لحجم تلك الظاهرة السلبية.. فيفترض بالحكومة ممثلة بوزارة الشؤو ن الاجتماعية والعمل أن توفر دوراً للإيواء تكون جاهزة لاستقبال النساء والأطفال ممن يتعرضون للعنف الأسري بجميع اشكاله.. فهناك حالات هروب كثيرة للزوجات والأبناء.. خصوصا في حالات الانفصال بين الزوجين.. وأيضا هناك قصور في دور مؤسسات المجتمع المدني التي لم تتعامل بالأسلوب التوعوي الصحيح مع تلك الظاهرة.. وهي تملك جميع الإمكانيات لتقديم التوعية الاجتماعية في جميع المناطق ولمختلف الشرائح الاجتماعية.
يجب أن نزيد من وتيرة التعامل الإنساني في علاقتنا مع المرأة.. ويجب احترامها واحترام كيانها ووجودها وأهميتها التي خلقها الله عز وجل لها.. فلا يكرمهن ألا عزيز ولا يهينهن ألا ذليل.. ورفقاً بالقوارير.. وخيركم خيركم لأهله.. وغيرها من الأوامر التي جاء بها الشرع في القرآن والسنة.. ولكنه الرجل الشرقي لا يكون رقيقاً وليناً الا في حالات جنوحه عن الفطرة في علاقة عابرة يتحول حينها الي روميو والى مجنون ليلي.. والى مهند.
تعليقات