السياسة لا تستغني عن الإسلام ولا تنشره لكنها تشهّر به!

زاوية الكتاب

كتب 1040 مشاهدات 0


الشاهد

سلَم قلمك.. أستاذ عبد المحسن

فاطمة الشايجي

 

استوقفتني مقالة الأخ والزميل الفاضل الأستاذ المحامي عبدالمحسن المشاري والتي نْشرت بتاريخ 2012/7/22 يوم الأحد بعنوان »السياسة من عمل الشيطان«، وقد شدني في البداية عنوانها، حيث كنت أنوي كتابة مقالة بهذا العنوان وفرحت لوجود تقارب في الأفكار بيني وبين أبناء وطني، ولكني وجدت مضمون المقالة أقوى من عنوانها.. لذلك قبل أن اطرح رأيي، أعيد وأكرر سلم قلمك وفكرك أستاذ عبدالمحسن.
بعض الفتاوى تنقذ فرداً أو أسرة أو وطناً، وبعضها ينكب الفرد أو الأسرة أو الوطن كله، كانت هذه الجملة بقلم الأستاذ عبدالمحسن، وقد أشار أيضاً في بداية مقالته للأستاذ كمال الهلباوي انه حضر ندوة تناقش الفتاوى الشاذة.. والأستاذ كمال كما يعرف الجميع انه المتحدث السابق باسم جماعة الإخوان. وقد أعلن استقالته عن جماعة الإخوان في 2012/3/31 لأنهم دفعوا بمرشح رئاسي مما أفقد الجماعة مصداقيتها أمام الشباب، وعندما سئل في 2012/1/22: ما رأيكم في برنامج حزب الإخوان ؟ فكانت إجابته »هو ليس برنامجا، بل كان مسودة وعارضناهم فيها في عدة نقاط منها المرأة والأقباط لأن هناك حريات يجب المحافظة عليها، فلو أن مارغريت تاتشر رشحت نفسها للرئاسة مع مبارك، فسوف انتخبها، حيث لابد من السماح للمرأة أن تتولى الرئاسة«. ونحن هنا نتوقف ليتساءل، هل إجابته تصريح سياسي أم فتوى دينية شاذة لظروف خاصة. أم أنها من الغرائب والعجائب التي ينطق بها رجال الدين.
نحن من خلال هذا التعليق على مقالة الأستاذ عبد المحسن نجد مدى الصراع الإسلامي الذي يعيشه المسلمون، فالمشكلة أننا نعيش تضاربا في الأقوال وتناقضا في الأفعال وتشتتا في الفتاوى، وهذا أمر يجب أن تنتبه إليه الشعوب الإسلامية. فقد أصبحت الضرورات تبيح المحظورات توظف على طريقة كل يغني على ليلاه، حتى عند بعض فقهاء الدين، وما نراه الآن ونقرأه من فتاوى على لسان بعض علماء ورجال الدين ما هي إلا نكبات واحدة تلو الأخرى على الفرد والأسرة والوطن، ولكنها إنقاذ لهم وتثبيت لفكرهم وتحقيق أهدافهم الخاصة وقد يكون أهم هذه الأهداف الاستحواذ على السيادة والسلطة، وإذا كانت في البداية عن طريق فتاوى، فتثبيتها سيكون عن طريق القوة والقهر، وهنا يدخل عمل الشيطان، والغريب أننا إلى الآن لم نجد فتوى تنقذ العالم الإسلامي من الفتنة والتي يجب أن تصدر منهم.. بل بالعكس نجد أن الشعوب هي التي تتحاشى الفتنة، ليس من منطلق ديني، بل بناء على فكر ديمقراطي، فكر رفضه علماء ورجال الدين سابقا والآن يتغنون به، ولكن ما الديمقراطية التي ينشدونها الآن؟ وهل ستناسب جميع طوائف الشعب؟ لا اعتقد أن هناك فتوى توضح ماهيتها، أو أنها ستناسب الجميع. لذلك أجد أنه من الأفضل أن تتحقق أمنية الشيخ محمد متولي الشعراوي ،رحمه الله، عندما قال: أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، وألا يصل أهل الدين إلى السياسة.
وهذا يعني أن على رجال الدين الاهتمام بالدين وليس الصراع على الكرسي، وعلى أهل السياسة التزود بالدين وليس الصراع معه، فالسياسة لا تستغني عن الإسلام ولكنها لا تنشر الإسلام بل تشهّر بالإسلام.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك