الحكومة الخفية أصبحت أمرا واقعا.. هذا ما يراه عبد الله العدواني
زاوية الكتابكتب يوليو 28, 2012, 9:09 م 908 مشاهدات 0
الأنباء
دلو صباحي / الأمة مصدر السلطات
عبد الله المسفر العدواني
كنت آمل عند عودتي من العطلة أن أكتب أول مقال عن الصيف والسياحة وتركيا التي زرتها وما يجب علينا في الكويت أن نقتدي به وكيف لنا أن نطور من أنفسنا في المجال السياحي داخليا.. ولكن مع الأسف ما يحدث في بلدنا سياسيا لا يوفر الفرصة للحديث عن أمر آخر نظرا لأهمية ما يحدث وتأثيره على مستقبلنا بأكمله.
في الحقيقة لا أعلم لماذا تصر حكومة الظل الخفية على تأزيم الأمور ومحاولة الالتفاف على إرادة الشعب وتعمل جاهدة وبإصرار على تفتيت كتلة الأغلبية المعارضة لسياسات إهدار المال العام وإهمال مصالح الشعب.
شئنا أم أبينا الحكومة الخفية أصبحت أمرا واقعا ليس بإرادة الحكومة الصورية الموجودة، ولم يعد يخفى على أحد أن هناك من يدير من الأبواب الخلفية ويتحكم في مقدرات الشعب، فالحكومة الموجودة لا حول لها ولا قوة، نشفق عليها ولكن ليس من المقبول أن ترضى الحكومة هذه بأن تظل مغلوبة على أمرها ولا تملك القرار، وليس من المعقول أن تكون تصريحات النواب والمطلعين على بواطن الأمور أن تكون كلها مجرد افتراءات على الحكومة الصورية والفعلية وعبقرينو الذي لا يهدأ إلا بأن تظل التوترات حاصلة على الساحة السياسية.
إن محاولات العبث بالدوائر الانتخابية بغية تفتيت كتلة الأغلبية البرلمانية المعارضة التي أبلت بلاء حسنا خلال الأشهر الماضية ليست سوى العبث واللعب بالنار لأن الشعب لن يرضى بتلك المحاولات التي مصيرها الفشل لا محالة.. ولعل عريضة «الأمة مصدر السلطات» التي أطلقت من ديوان السعدون خير شاهد على أن الشعب لن يرضخ لتلك المحاولات وأن أي تعديل للدوائر سيكون تعديلا من طرف واحد لأن مقاطعة الانتخابات ستكشف القناع عن تلك الوجوه التي لا علاقة لها بتحقيق إرادة الأمة ويثبت تماما كم هي تسعى لمصالحها الخاصة الضيقة.
إن التصريحات التي تعد بالونات اختبار والمنشورة هنا وهناك لن يتحقق لها النجاح لأن هذا العبث واضح مفضوح بل يكرس القبلية والفئوية والطائفية فالاقتراحات أو بالونات الاختبار التي تطلقها حكومة الظل كأن تكون الدوائر عشرا بصوت واحد اقتراح يبين مدى حرص هؤلاء على تفتيت الكتلة التي تصدت وتتصدى لمحاولات تمرير المصالح الشخصية الخاصة بالمتنفذين وهوامير العصر السابق.
على هؤلاء الراغبين في الالتفاف على رغبات وطموحات الشعب أن يعوا أن العصر تغير وأن المواطن الكويتي أصبح أكثر تفتحا ولن يسير وفقا للأهواء والرغبات التي لا تنظر إلى المصلحة العامة للكويت وأهلها.. وعلى عفرتو أن يعلم تمام العلم أننا لن نرضى بتلك المحاولات الفاشلة وأن الأغلبية المعارضة الشريفة ستعود للمجلس وربما بعدد أكبر من المتوقع لأن المواطن الفطن لن يرضى بأن يعود القبيضة والمرتشون إلى صدارة المشهد مرة أخرى.
الأمة هي مصدر السلطات، والشعب هو صاحب الكلمة العليا.. ومهما فعلت حكومة الظل فلن تصل لمبتغاها وإن طالت الأيام، فصوت الحق يعلو ولن يعلو أي صوت آخر عليه.. ليتكم تفهمون وتتعظون.. وتعقلون.
تعليقات