لماذا الإعتقالات يا الإمارات- طارق المطيري متسائلا

زاوية الكتاب

نحو 30 معتقلا سياسيا معروفا قبضت عليهم السلطة بلا تهم محددة

كتب 4605 مشاهدات 0


لماذا يا الإمارات؟

طارق نافع المطيري


«المؤامرة الوحيدة التي ينبغي أن تقلق الإماراتيين هي مؤامرة الحكومة من أجل القضاء على جميع أشكال المعارضة. كم يبلغ بالضبط عدد الإماراتيين الذين تنوي الحكومة سجنهم للتعبير عن آراء سياسية؟».

الفقرة أعلاه هي للمديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في «هيومن رايتس ووتش»، السيدة سارة ليا ويتسن، في 18 يوليو الجاري تعليقا على ما وصفته المنظمة الحقوقية الدولية بـ « الحملة القمعية»، كالعادة يميل البعض إلى عدم إجهاد عقله بالتفكير والتحليل فيبادر لتوزيع التهمة مباشرة لطرف ما، فيبدأ باتخاذ جميع مواقفه وتصريحاته وتفاعله مع القضية بناء على ذلك التصنيف الذي لم يقم على أي معطيات موضوعية أو علمية!

لقد تجاوز عدد المعتقلين في الإمارات الشقيقة على يد السلطة هناك الثلاثين معتقلا من الشخصيات المعروفة والبارزة اجتماعيا وأكاديميا وعلميا وحقوقيا، ليس على مستوى الإمارات فقط بل على المستويين العربي والعالمي، ووجهت لهم تهم من التي تعلمون، مثل محاولة قلب نظام الحكم وتقويض أركان الدولة وزعزعة الاستقرار وإلى آخره من تهم، الجميع يعرف كيف توزع وكيف تنهي إلى لا شيء.

لكن لماذا نهتم بما يحدث في الإمارات الشقيقة؟ وهل هذا يعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة؟ إن المسألة ليست انتقائية بالنسبة إلينا فالظلم والتعسف يجب أن يرفضا ويقاوما من الجميع دون النظر للحدود والجنسية ولا غيره، ويكون دفع الظلم عن الأقربين أولى للرحم والجيرة، وما يتعرض له رموز وشخصيات مخلصة وصادقة للشعب الإماراتي من تعسف واعتقال، بل اختطاف وترويع، أمر ليس بالهين وليس مما يسع السكوت عنه، كما لم نسكت عن اعتقال الخواجة والبوفلاسي والزياني في البحرين، ولا عن الشيخ اليوسف والزعير والأحمد وآلاف المعتقلين في السعودية، ولا غيرهم في أي مكان.

من المؤسف والمقلق أن شعبا وادعا هادئا شقيقا كالشعب الإماراتي العزيز، ودولة عزيزة علينا مثل الإمارات تتعرض اليوم لما تتعرض له من أساليب قمعية بوليسية مستفزة للشعب ومكوناته، ومقلقة لنا كخليجيين عموما، فما يضر الإماراتيين يضرنا وما يسعدهم ويرضيهم يرضينا، وتضامننا مع عشرات الأسر والزوجات والأبناء والعوائل التي اعتقل معيلها أو ربها من باب ما تفرضه علينا تلك المشاعر الصادقة والروح الوحدوية التي تجمعنا شعبا واحدا، فلماذا يا الإمارات؟!

إن أخشى ما نخشاه أن الأنظمة الحاكمة في الخليج العربي تتجه إلى ما اتجهت له أنظمة قمعية مستبدة في العالم العربي، رأينا رأي العين مصيرهم الأسود، ولم تغن عنهم عشرات السنوات من الاعتقال والسجون والتعذيب، وما يحذر منه المحذرون وينذرون به اليوم إلا لتجنب ذلك المصير المحتوم غدا، إذا ما أصرت تلك الأنظمة على نفس تلك الخطى المعروفة العواقب.
إن الشعب الخليجي واحد، ومطالبه في التطور والتغيير وإدارة شؤونه واحدة، والمتعدد هو الأسر الحاكمة التي عليها قراءة الواقع جيدا والاستجابة لمطالب الشعب الخليجي، بل الاستجابة لقواعد التاريخ وسنن الله التي لا تحابي أحدا ولا تستثني بقعة من الأرض أو نظاما للحكم، فالنصيحة كما يقولون: «ببلاش» اليوم ولعلها تنفع، أما غدا فلا النصيحة منخفضة التكاليف ولا هي
ستنفع بعد فوات أوانها. 


 

الكويتية- مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك