نواخذة السلطة التنفيذية يريدون شعبا من الخرفان تعلف وتنام.. بنظر العنجري

زاوية الكتاب

كتب 731 مشاهدات 0


القبس

من هو جبيلنا؟

عبد العزيز محمد العنجري

 

حال أوضاعنا السياسية تجعلني أجزم بأن البلد يعاني من وجود أكثر من نوخذة بالمركب الواحد. نحن لا نعيش مع سلطة تنفيذية «مركزية»، فالآراء مختلفة وتتبدل بالساعة، والمواقف الحكومية تناقض بعضها، وهناك تخبط في تحديد الوجهة النهائية. وكل هذا لا يتماشى مع وجود مركزية «مزعومة» في القرار. فمن هو «جبيلنا»؟

اننا نعيش مرحلة سوداء تعتبر بمنزلة «المهزلة»، فالسلطة التنفيذية تمارس عملها من دون امتلاكها القدرة على استشعار الواقع وقراءة الساحة. واستذكر هنا لقاء جمعني في 2006 مع شخص مهم جداً، له صلاحيات واسعة في إدارة شؤون البلد، بعد أن وجهت إليه بعض الاستفسارات عن سبب عدم وجود انعكاس لتقارير ديوان المحاسبة على واقع السلطة التنفيذية، رغم تراكم دلائل مؤشرات الفساد فيها سنة تلو الاخرى، رد علي حينها: «الديوان الله يهداهم ما خلوا بالبلد واحد إلا وطلعوا عنه كلام، يبون يوقفون كل المشاريع، وهذا تدقيق زايد عن اللزوم وليس لمصلحة البلد، وانصحكم بألا تتبعوا كلام النواب أو الدواوين أو الحكومة، فالبلد بخير، وكل من يشير الى وجود فساد يقوم بذلك بسبب معارك شخصية تحكمها مصالح افراد». سكت حينها رغبة في عدم إحراج هذا الشخص المهم، خصوصا ان جوقة المطبلين حوله كانوا كثرا. لكن البعد عن الواقع لشخص بمكانته امر محزن، فما يقوم به ديوان المحاسبة بمنزلة تشخيص للمرض وتبيان لمسببات المرض، ووضع حلول لعلاج المرض، لكن نواخذة السلطة التنفيذية يريدون شعبا من الخرفان تعلف وتنام وتترك لهم دفة القيادة! افيقوا من سباتكم.. كفاكم غباء واستغباء، فهيبتكم اصبحت هشة، واحترام الناس لكم شبه تلاشى.. فحافظوا على ما تبقى من كرامتكم قبل أن تفقدوا كل شيء. «خافوا ربكم»، واتقوا الله فينا وفي أنفسكم، فالقرب من الشعب يأتي من خلال طريق واحد «احترام رغباته».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك