البلد في فوضى شديدة بمعظم قطاعاته.. هذا ما يراه الخرافي
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2012, 7:27 م 757 مشاهدات 0
القبس
رجالات الزمن الرديء لكل زمان دولة ورجال
خليفة مساعد الخرافي
حين نتذكر رجالات الكويت تبرز لنا اسماء تميز اصحابها بالحكمة ونظافة اليد والهمم العالية فلكل زمان دولة ورجال.
فنشأت الكويت على يد وعقول رجال بنوها على حسب الاصول، والذين خططوا الكويت واداروها بتطبيق القانون على الجميع بروح حازمة صارمة وتمكنوا من تطبيق خطة متكاملة لانشاء وطن نفخر به اليوم بدستور، وديموقراطية كانت رائدة في المنطقة تزامنت مع بروز حركة ادبية فنية ثقافية اجتماعية ورياضية، ونجح رجالات الزمن الماضي الجميل في انجاز مخطط هيكلي متميز لمناطق اسكانية وصناعية وخدمية وزراعية وطبية وتعليمية منذ فترة الخمسينات، كان هذا المخطط الهيكلي وما زال الى يومنا هذا مفخرة، لقد كانوا يستمعون لرأي الخبراء ويسارعون الى تطبيقه ولا يهملون ولا يتقاعسون فأتى من بعدهم من عاث فيها فسادا وخرابا وهم رجالات هذا الزمن الرديء من نواب وحكومة وصراعات بعض الشيوخ قد تخبطوا وخربطوا فخربوا، فشطارة وبطولة رجالات هذا الزمن الرديء هما بالتأجيج والصراخ والتهديد والوعيد والتصعيد واثارة التأزيم. سيشعر رجالات الكويت من اهل الزمن الجميل والذين فقدناهم بالضيق والحسرة والفوضى والتسيب والفساد لعدم تشريع اكثر من مائة قانون اهملها رجالات الزمن الرديء من نواب الامة في ادراج لجان مجلس الامة، كما لن يقبل رجالات الكويت ان تتعثرخطة التنمية وقانون الخصخصة اللذان وافق عليهما احمد السعدون وان تبقى الحكومة عاجزة عن تطبيقهما، كما لن يقبل رجالات الكويت رضوخ السلطة لتهديدات ووعيد وصياح وتطاول بعض نواب الامة التي تدل على ضعف شديد لدى هؤلاء النواب في توصيل ما لديهم بأسلوب راق ومنهجي وموضوعي، كما عهدته ثقافة وقيم وتاريخ هذا الوطن المعطاء.
كما سيشعر رجالات الكويت الذين رحلوا بالألم حين يرون تقاعس الحكومة وضعفها وهوانها وعدم قدرتها على إصلاح أوضاعنا المتردية.
البلد في فوضى شديدة بمعظم قطاعاته، فمرض الرشوة والفساد تغلغل في جميع جسم الدولة وأركانها بسبب أن رجالات هذا الزمن الرديء ترتفع مكانتهم بمقدار ما يخربون في الوطن من كسر قوانينه ونظمه ولوائحه بوساطات جائرة فأصبحت شعبيتهم طاغية، فكيف لا وفي الفترة من 2006 حتى 2008 كلف ابتعاث العلاج بالخارج أكثر من ملياري دولار لمرضى مع مرافقيهم، معظمهم لا يستحقون العلاج إنما لتوسط رجالات هذا الزمن الرديء.
لا بل تدخل رجالات هذا الزمن الرديء في تعيين وترقية كثير ممن لا يستحقون على حساب آخرين هم أحق منهم وأفضل بكثيرمما خلق قيادات سيئة ليست قادرة على اصلاح وتطوير الدولة لا بل تمادوا في غيهم فصنعوا نظام الكوادر وأدخلوا فيه كثيرا ممن لا يستحقون وحرمت منه الكفاءات المطلوبة.
***
لقد بلينا في هذا الزمن الرديء، فلا رجالات الدولة ولا رجالات مجلس الأمة، وزادها سوءاً صراعات بعض أبناء الاسرة الحاكمة فهم ليسوا على قدر المسؤولية، والأدلة والبراهين عديدة.
فلا يتم اختيار الوزراء بالشكل السليم، حيث لا نجد رجالات دولة بين الوزراء، فنراهم يسايرون نواب الفوضى على الخطأ، وليس لهؤلاء الوزراء قدرة على التصدي لنواب الخراب خوفا من تهديد النواب ووعيدهم بالاستجواب وطرح الثقة واستخدام أسلوب الصياح والتطاول، لهذا تعطلت تنمية الوطن وتطويره وإصلاحه وتردت أحواله، لأن نواب الفوضى والصياح والنجرة أحكموا قبضتهم على الوطن، بسبب ضعف وهوان الحكومة وبعض الشيوخ، فأوقفوا وأبطلوا وعطلوا وأهملوا مشاريع مهمة عديدة كحقول الشمال والداو كيمكال وتعطيل المدن الطبية والجامعية والتخزينية والإعلامية والسياحية والاسكانية كمدينة الحرير والتي ستكون في شمال الكويت، فما زال أكثر من %90 من أراضي الكويت لم يتم إعمارها وتنميتها.
خير مثال على الفرق بين رجلات الزمن الجميل «والذين معظمهم لم يحصلوا على شهادات أكاديمية عليا» بينما رجالات الزمن الرديء «معظمهم لديهم شهادات جامعية عليا»، ومع هذا تعثرت خطة التنمية وأهملت، وهذا دليل على عدم تحلي رجالات الزمن الرديء بثقافة حسن الإدارة والتخطيط، ومقالتنا المقبلة تسلط الضوء على مدى سوء وتخبط وجهل وأفعال وقرارات رجالات هذا الزمن الرديء.
***
رجالات الزمن الجميل استخدموا في تعاملهم مع السلطة أسلوب سدد وقارب لتصويب الأخطاء والتجاوزات، حتى حين تعرضوا لمواقف صعبة بسبب تصادمهم مع السلطة في تلك الفترة تمكنوا بالحكمة والعقلانية من تجاوز الأزمات والعقبات لأن قلبهم على الكويت.
رحم الله رجالات الزمن الجميل من توفى منهم، وأطال عمر المتبقين منهم ويمتعهم الله بالصحة والعافية، فقد أوصلنا ممن يظنون انهم رجالات الكويت في هذا الزمن الرديء الى الضياع والخراب وينطبق علينا قول الشاعر العربي «ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر».
فقد كان رجالات الزمن الجميل دينهم سمح سهل وليس خشنا جافا يدعون ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة منهجهم في الحياة صفة نبينا ورسولنا التي وصفها الله جل وعلا «وانك لعلى خلق عظيم»، وكان نقدهم بناء بلغة تتسم بالرقي والاحترام حتى بدأت السلطة باقصائهم وتهميشهم، وتبنت السلطة بدلاً منهم جماعات وتكتلات فعانت منها السلطة الويلات وعانى الوطن منها معاناة شديدة وليس لنا دعاء سوى « حسبنا الله ونعم الوكيل».
تعليقات