الحرب الكونية في سوريا أصبحت معلنة.. هكذا يعتقد الفضلي
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2012, 7:28 م 1146 مشاهدات 0
الكويتية
شقشقة / معركة سوريا الكونية
د. صلاح الفضلي
لم يعد الوضع في سوريا مجرد ثورة شعب يطالب بإسقاط نظام الحكم القائم، كما هي الحال مع بقية الثورات العربية التي حصلت، بل تحول الوضع في سوريا إلى حرب كونية، لأن الوضع أصبح صراعاً دولياً مكشوفاً ومعلناً بين محورين.
هناك المحور المساند للنظام السوري ويتكون من روسيا والصين وإيران، وهي تدعم بقاء النظام بقوة، لأن سقوطه يمس مصالحه بشكل إستراتيجي، وفي المقابل هناك المحور المقابل الذي يريد إسقاط النظام أو على الأقل إضعافه إلى درجة كبيرة، وهذا المحور يتكون من أميركا وبقية الدول الغربية وتركيا والدول العربية بشكل عام، والدول الخليجية بشكل خاص، وفي مقدمتها السعودية وقطر اللتان تبدوان متحمستين بشكل كبير لإسقاط نظام بشار الأسد بأي طريقة كانت، ولعل تصريحات رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم أوضح دليل على ذلك.
الحرب الكونية في سوريا أصبحت معلنة، فأميركا وتركيا والسعودية وقطر أعلنت صراحة أنها تمد المعارضة المسلحة المتمثلة بالجيش السوري الحر بالمال والسلاح بكل أنواعه، وهذا واضح من نوعية العمليات التي تقوم بها المعارضة المسلحة. الأمر لا يقتصر على التمويل المالي والعسكري للمعارضة المسلحة، بل هناك دعم استخباراتي صارخ، فالساحة السورية أصبحت مشرعة الأبواب للعديد من أجهزة الاستخبارات الدولية، ولولا هذا الدعم الدولي القوي للمعارضة المسلحة لما كان لها أن تستمر بعد أكثر من 16 شهراً من بداية الثورة.
ولأن الوضع في سوريا أصبح مكشوفاً، ونتيجة لضعف قبضة النظام على الحدود، وأيضا بسبب الشحن الطائفي في المنطقة ككل، فإن هذا سمح للكثير من العناصر التكفيرية في الوصول إلى سوريا من أجل «الجهاد»، والعمليات الانتحارية التي تحدث في سوريا هذه الأيام هي «ختم سليمان» للتنظيمات التكفيرية.
في ظل هذا الوضع المعقد الذي تتصارع فيه قوى دولية كبرى، لا يبدو هناك أي أفق لحسم الصراع الدموي في سوريا، ومن يراهن على سقوط نظام بشار خلال فترة قصيرة يبدو واهماً، كما أن من يعتقد أن النظام السوري قادر على سحق المعارضة المسلحة أيضاً واهم، ولذلك فإن المشهد السوري الدموي سيستمر على هذه الوتيرة فترة طويلة، وهذا المشهد شبيه جداً بما جرى في العراق في الفترة من 2006 إلى2011 عندما كان العراق على شفا حرب أهلية، وهذا بالفعل ما تمر به سوريا في الوقت الحالي، ولذلك فإن أفضل توصيف للوضع الحالي في سوريا هو «عرقنة سوريا».
في ظل هذا الوضع المأسوي لا يسعنا إلا أن نقول: ساعد الله الشعب السوري على هذه المحنة التي يبدو أنها ستطول.
تعليقات