التكفير والطائفية أدوات صهيوأمريكية.. هذا ما يراه ياسر الصالح
زاوية الكتابكتب يوليو 25, 2012, 8 م 907 مشاهدات 0
الكويتية
التكفير والطائفية أدوات صهيوأمريكية
د. ياسر الصالح
يقول ثعلب المنظرين للسياسة الصهيوأميركية في العالم هنري كيسنجر، في مقابلة أجريت معه في فبراير الماضي، وفي سياق استعراضه للواقع السوري، إن «تلاحم الجيش السوري وتماسكه أثار دهشته»..
وما يلفت انتباه كيسنجر ودهشته يلفت انتباه الكثيرين من متخذي القرار في الغرب وفي الولايات المتحدة بالتحديد، ويدعوهم إلى التمعن بما يلاحظه هذا الثعلب المخضرم.
كتب كيسنجر كذلك عن الوضع السوري مقالا نشر له في بداية الشهر الماضي في صحيفة «واشنطن بوست» تحدث فيه عن خطر الفراغات التي يمكن أن تحدث عندما يتم إسقاط النظم، من دون وجود بديل واضح ومضمون، حيث يصبح البلد الذي يسقط نظامه مرتعا للتنظيمات المسلحة «الإرهابية»، على شاكلة «طالبان»، ما يشكل خطرا على دول وأنظمة الجوار، وخطرا على أمن الولايات المتحدة، ولذلك دعا -ضمنا- إلى عدم الدخول في حرب لإسقاط النظام في سوريا، حيث لا يوجد بديل مضمون النتائج.
ما يلاحظ الآن في سوريا أن الجزء الكبير، وربما الأكبر من المسلحين هناك، هم من التنظيمات المسلحة، على غرار «طالبان والقاعدة»، اللتين حذر كيسنجر من تمكينهما من السيطرة على سوريا، فكيف نستطيع إذن فهم التشجيع الأميركي للحلفاء الخليجيين والإقليميين لتمويل وتسهيل جلب هؤلاء من الدول القريبة والبعيدة، ومن ثم تمويل تسليحهم؟
بل إنه يتم التحدث عن أن بعض هذه الدول الإقليمية قد أخلى سبيل بعض المسجونين لديه من أعضاء هذه التنظيمات، بشرط توجههم إلى سوريا؟
عند النظر إلى تشخيص كيسنجر للواقع السوري وقوة الجيش هناك وتماسكه وتلاحمه، وكذلك تحدثه عن خطر التنظيمات «الإرهابية» على أمن الولايات المتحدة وحلفائها، وملاحظة الفشل الذريع والواضح الذي مني به الأميركان وحلفاؤهم، بعدم قدرتهم على جمع المعارضة السورية المشتتة والمتصارعة، لتستطيع تكوين نظام بديل متماسك ومضمون للنظام الحالي، وكذلك نلاحظ في الوقت نفسه الجهود المحمومة والمكلفة لجمع التنظيمات الطالبانية والقاعدية في سوريا، عند النظر إلى كل ذلك، لا يمكننا إلا الاستنتاج بأن ما يحاول الحلف الغربي والإقليمي عمله هو ضرب الجيش السوري القوي بالتنظيمات الطالبانية والقاعدية، ليتم التخلص من هذه التنظيمات وجعل سوريا مقبرة لها، وفي الوقت نفسه هي تعمل على إضعاف الجيش والدولة، من خلال عمليات التفجير والقتل والتدمير، وإنشاء أجواء أمنية تمكن «الموساد» وغيره من أجهزة الاستخبارات من تصفية العقول والكوادر المسؤولة عن القوة المهددة للكيان الصهيوني كتصفيتهم للطيارين وعلماء الفيزياء المسؤولين عن التصنيع الصاروخي وهكذا.
إن ما تقدمه تنظيمات القاعدة وأشباهها للأميركان والصهاينة من خدمة في قتل نفسها أولا وقتل وإضعاف أعداء الصهاينة والأميركان بالنيابة عنهم هو أوضح مثال لمدى الضرر الذي يمكن أن ينتجه الحقد الطائفي والمنهج التكفيري، ويمكن أن ينتجه فقدان البوصلة الإستراتيجية بفقد القيادة الحكيمة.
«قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا» (الكهف: 103 و104).
تعليقات