يجب ان يتعلم السلفيون والاخوان من الهجمات الحاقدة عليهم.. العتيقي ناصحاً

زاوية الكتاب

كتب 785 مشاهدات 0


القبس

بغض العرب

عبد اللطيف سيف العتيقي

 

في احدى الاساطير من كتب الفرق الاسلامية الضالة روي انه في آخر الزمان، سيبعث الله رجلا اول من يقتل من الخلق العرب، لانهم انجاس!؟ ووقفت مليا امام هذه الرواية الخرافية، وعرفت ان هذه القصة قديمة، رواها الشعوبيون في اواخر الدولة العباسية، ثم مع تقادم الزمان صارت رواية اسطورية؟ لكن السؤال: لماذا الله سبحانه وتعالى اختار اللغة العربية وجعلها لغة القرآن الكريم؟ الله سبحانه وتعالى هو الفعّال لما يشاء المختار لما يريد، فقد اراد، ولا راد لارادته، ان يختار اللغة العربية لكي تكون هي لغة القرآن الكريم، وقال في محكم تنزيله في سورة يوسف: «إنا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون»، وقال في سورة الشورى: «وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا»، وقال في سورة فصلت: «كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون». وتعجبني كلمة قالها ابو منصور الثعالبي في فاتحة كتابه «فقه اللغة»، جاء فيها هذه الكلمات «من احب الله تعالى احب رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن احب الرسول العربي احب العرب، ومن احب العرب احب العربية، التي نزل بها افضل الكتب على افضل العجم والعرب، ومن احب العربية عني بها، وثابر عليها، او صرف همته اليها، ومن هداه الله الى الاسلام، وشرح صدره للايمان، واتاه حسن سريرة فيه، اعتقد ان محمدا صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والاسلام خير الملل، والعرب خير الامم، والعربية خير اللغات والالسنة». والإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي يقرر في كتابه «الرسالة» انه يجب على كل مسلم ان يتعلم من اللغة العربية مقدارا يستطيع به ان يصحح دينه، ويؤدي صلواته، ألم يسأل ذاك الذي يبغض العرب، لماذا اختار الله تعالى جزيرة العرب؟ اختار رسوله صلى الله عليه وسلم عربيا؟ ان من يؤمن بالله حقا وصدقا سيجد في قلبه مساحة كبيرة لحب العرب؟

الهجوم على السلفيين والاخوان: نعتبر ان المنتمين إلى الحركات الاسلامية هم دائما بشر يخطئون ويصيبون، ومنهم من سقط في درب الدعوة، وغرته الحياة الدنيا، وصار من اهل الهوى الغلاب، اصابه سهم من دينار او سهام من مناصب وجاه، فأردته صريعا في بلاطها، وهكذا الدنيا جهاد وعمل، واتقياؤها يسألون الله الثبات في الدنيا والآخرة. اما الناجحون منهم، فقد اعجبتني كلمة الدكتور احمد الشرباصي الاستاذ في جامعة الازهر في كتابه «يسألونك في الدين والحياة» المجلد السادس، اقتطف منه سيرة حياته التعليمية والتربوية مع اساتذته وثناءه عليهم في مراحل عمره يقول: من اساتذتي اعدائي، لانهم ايضا نفعوني من دون قصد منهم، فهم الذين تابعوا بعداواتهم وحقدهم وانتقاداتهم المحقة او المجحفة، فكانوا بذلك يوجهونني من دون قصد منهم، الى عيوبي، ويرشدونني الى مواضع الضعف عندي، فكنت احذرها قدر استطاعتي، ومازلت اذكر ان كلمة استهزاء من زميل لي استخف بي فيها، كانت سببا في تأكيد ذاتي، وإلحاحي في السبق والتقدم عليه، واغلب الظن انه لو عرف نتيجة ذلك لما قال تلك العبارة، فقد كان يلح في عداوتي ومحاولة قطع الطريق امامي، وهكذا يجب ان يتعلم السلفيون والاخوان من الهجمات الحاقدة عليهم ويستفيدوا بعض الدروس؟ «ومن يتوكل على الله فهو حسبه».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك