الوحدة الخليجية ليست مناسبة لنا ولا حتى لمن يدعو لها.. برأي الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1105 مشاهدات 0


القبس

احنا مع لساننا

عبد اللطيف الدعيج

 

عندما دعا البعض إلى وحدة دول مجلس التعاون، أو بالاحرى تطوير العلاقات الحالية إلى اتحاد يضم دول المجلس، اعترضنا بالطبع على ذلك. اعتراضنا جوبه بالاستنكار والرفض من قبل الكثيرين رغم انه كان ـــ ولا يزال بالطبع ـــ مبنياً على اسس ووقائع منطقية وواقعية.

هذه الايام وربما بفعل تأثير ما يسمى بالربيع العربي، أو بالاحرى بتأثير الحراك الكويتي المتعاظم، والمتمثل في النقاش المحتدم هذه الايام هنا حول كل شيء، لكل هذا فإن هناك حراكاً في دول مجلس التعاون. وهناك ارتفاع في حرارة التعاطي مع الشأن السياسي مما عبّر عن نفسه في اكثر من منطقة من مناطق الخليج على شكل اعتقالات، واحيانا قمع للمواطنين الذين نقلوا اهتماماتهم بالشأن السياسي وبالانظمة العامة إلى العلن. حاليا ربما هناك في جميع دول مجلس التعاون معتقلون سياسيون، أو مواطنون مضطهدون بسبب اعتراضهم على اساليب القمع والحجر على الحريات التي تمارسها اغلب دول مجلس التعاون الخليجي. بالطبع لنا وجهة نظرنا المعارضة لكل اشكال القمع، بغض النظر عن القامع أو المقموع. وبالطبع ايضا فإن الذين اعترضوا بالامس على رفضنا لأشكال الوحدة الخليجية المقترحة، وبحكم تخلفهم، يعترضون اليوم ايضا على اهتمامنا أو حتى تعاطفنا مع المواطنين الخليجيين المعتقلين، بحجة عدم التدخل في شؤون الدول الشقيقة أو ازعاج سلطاتها. وينسى هؤلاء ان هذه الدول، وهم معها، كانوا بالامس القريب يتغنون بوحدة المصير وتشابه الظروف، وبالتالي ضرورة التوحد أو الدخول معا في كونفدرالية خليجية. ان من يقبل أو يدعو بهذه الحدة إلى ضرورة الوحدة الخليجية وبضم الكويت أو ضمنا نحن إلى هذه الوحدة فعليه ان يتحمل «طول لساننا» ايضا، فنحن لا نأتي وحيدين وبلا عقل أو رأي أو لسان. بل ان ضيق صدر البعض ببعض النقد أو حتى التداول لما يجري في الخليج دليل على ان الوحدة الخليجية المطلوبة ليست مناسبة لا لنا ولا حتى لمن يدعو لها. خصوصا ان هو اصرّ على ضم الكويت لها.

لهذا، نحن نتمنى ان يتركنا الاخوة في «حالنا» حتى نتركهم نحن ايضا في حالهم.. مع اننا لا نضمن ذلك. اذ من الصعب على أي انسان ان يقف متفرجا على اضطهاد وقمع اخيه الانسان.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك