فيصل القناعي يراهن على العقلاء بمجلس الأمة

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


أما بعد نراهن على عقلاء مجلس الأمة.. من المعيب في استجواب الشيخ علي الجراح اصدار الحكم مسبقا عليه قبل بدء الاستجواب. فالمستجوبون اعلنوا منذ البداية أنهم يريدون طرح الثقة به حتى قبل ان يتم الاستماع لردوده على الاستجواب بل وقبل صعوده للمنصة, ومن هنا يتبين ان الهدف الاساسي من الاستجواب هو رأس الجراح وليس ممارسة الحق الدستوري في الاستجواب. ومن المعيب ايضا ان نسمع آراء لبعض النواب تؤيد طرح الثقة في هذا الوقت المبكر وكأن العملية ركوب للموجة وخشية من التهديدات والارهاب الفكري الذي يمارسه البعض ضد كل من يدلي برأي مخالف لموقفهم. بل ان المحور الاول للاستجواب وهو قضية الناقلات يشكل تدخلا سافرا في القضية المطروحة أمام القضاء, بل هو محاولة واضحة للتأثير على القضاء باصدار الاحكام المسبقة بالادانة. فلا يجوز أخلاقيا ودستوريا وقضائيا مناقشة اي قضية مطروحة أمام القضاء بصورة علنية بالشكل الذي تم في الجلسات السابقة لمجلس الامة او ما سيتم في الجلسة المقبلة أثناء مناقشة الاستجواب, وفي هذا الامر تجاوز للدستور الذي يفصل بين السلطات الثلاث بشكل حاسم وحازم لا لبس فيه ولا مجال فيه للاجتهاد, وعلى الحكومة ان تتمسك بهذا الحق الدستوري كما يتمسك النواب بحقهم الدستوري بالاستجواب. هذا الاستجواب اختبار للنواب من حيث مصداقيتهم واستقلاليتهم في اتخاذ القرار, فهناك محاولات واضحة لارغام معظم النواب على اتخاذ مواقف مؤيدة لطرح الثقة حتى ولو كانوا غير مقتنعين بالاستجواب أصلا, وعلى هؤلاء عدم الانجرار وراء هذه المحاولات التي لاتخدم الديمقراطية والتي يمارسها البعض بأسلوب خطأ يسيء للديمقراطية بشكل جعل الكثيرين يؤيدون التخلص من مجلس الامة بشكل نهائي بسبب الممارسات السيئة لبعض النواب والتي عطلت مشاريع التنمية وبناء الدولة الحضارية واللحاق بدول الخليج في المجالات التي تأخرنا فيها كثيرا بسبب هذه الصراعات والمعارك المفتعلة وتصفية الحسابات وتأزيم الامور. نحن نثق بحكمة العقلاء من النواب ونراهن على مواقفهم واستقلاليتهم في اتخاذ القرار. فيصل القناعي
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك