طهران الآن بين 3 مصائب!.. هكذا يعتقد حمد الجاسر
زاوية الكتابكتب يوليو 23, 2012, 7:47 م 1043 مشاهدات 0
الكويتية
وجهة نظر / طهران 'تنتف' ريشها بنفسها.. وتلوم العالم!
حمد الجاسر
أن يتهم نائب الرئيس الإيراني محمد رحيمي «أعداء الثورة الإسلامية» بالتآمر لإحداث أزمة نقص الدجاج في إيران، فهو مؤشر على الشوط الذي قطعه النظام منذ قيامه بالعام 1979 في الفشل الاقتصادي والإداري، بحيث صار الدجاج الذي هو لحم الفقراء في العالم مستعصيا على مائدة الأسرة الإيرانية.
والطرافة لا تنتهي هنا، بل هذا رئيس الشرطة إسماعيل أحمدي ينتقد بشدة محطة «آي آر آي بي» التلفزيونية الحكومية لإذاعتها فيلما تسجيليا يظهر فيه أشخاص يأكلون الدجاج! وقال «لا يصح إذاعة أفلام لناس تأكل الدجاج، بينما آخرون غير قادرين على شرائه، ولا يجب أن نثير الأحقاد والفجوة بين طبقات المجتمع»، ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن أسعار الدجاج ارتفعت بنسبة 60 بالمئة في إيران منذ العام الماضي، فوصل سعر الكيلوغرام الواحد إلى 6 دولارات، بينما كان قبل فرض العقوبات دولارين، وقد نشرت وكالة «مهر» شبه الرسمية للأنباء سلسلة من الصور التي التقطها مواطنون وهم يصطفون لشراء الدجاج في مدن مختلفة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في «يزد» و«شيراز».
إيران بلد زراعي عريق، ولديه أزمة في أبسط منتجات المجتمعات الزراعية، وهو منتج رئيسي للنفط وعنده أزمة مزمنة في وقود السيارات وفي إنتاج الكهرباء، وفيه نظام يرفع راية الإسلام وأكثر عداواته وخصوماته مع الدول والجماعات الإسلامية، ومثل كل الأنظمة الشمولية فإنه يلوم «الأعداء» على كل مشكلاته وإخفاقاته الداخلية.
وكان من الممكن أن يحظى نظام طهران ببعض التعاطف في مواجهة اشتداد الطوق الاقتصادي والعقوبات، لولا ورطته السياسية والأخلاقية في سوريا، وهي ورطة حرقت ورقته الإستراتيجية في لبنان، ليس في ما يتعلق بتنظيم «حزب الله» والمقاومة فحسب، بل في القضية الفلسطينية كلها والتي كانت حتى وقت قريب تشكل رصيده العاطفي الأكبر بين جمهوره من العرب والمسلمين، وأبرزت إيران نفسها كمساند رئيس للمجازر والانتهاكات التي تمارس ضد الشعب السوري، بل كمتورط مباشر فيها.
طهران الآن بين 3 مصائب: العقوبات الدولية بسبب الملف النووي، وفقدان الحليف الأسدي ومعه الورقة الفلسطينية، ثم الأزمة الاقتصادية الداخلية بسبب الفساد وفشل الإدارة الاقتصادية، ومثل كل الدكتاتوريات ترى طهران وتعلن نفسها ضحية لمؤامرات خارجية.
والأرجح أن يمارس النظام خيار الهرب إلى الأمام، إذ يرى الحل لكل مشكلاته في أن ينجح في الوطء على العتبة النووية بأن يفاجئ العالم بتفجيره الاختباري لأول قنابله النووية، ويجعل الجميع تحت الأمر الواقع، ثم يلجا إلى الابتزاز بأنواعه ليخرج نفسه من العقوبات، ويتوقع النظام أن يتحمل الشعب الإيراني راضيا أو مرغما كل المصاعب والمتاعب حتى تتحقق للنظام تلك الغاية.
لكن إيران لو نجحت في هذا فإنها لن تزيد في أن تصبح كوريا الشمالية لمنطقة الشرق الأوسط، دولة نووية فقيرة إلى حد المجاعة، هذا إذا لم يقرر النظام أن ينفجر على دول الجوار.. «عليّ وعلى أعدائي».
تعليقات