الأسواق الناشئة تحمل بشائر للمستثمرين في النصف الثاني بقلم روبن ويجلسويرث

الاقتصاد الآن

701 مشاهدات 0



عانت أسواق الأسهم الناشئة من بداية مخيبة للآمال هذا العام. فعلى الرغم من تعافي النمو الاقتصادي، إلا أن البورصات في الدول النامية فشلت وبشكل كبير في تحسين أداء أسواق الأسهم الناضجة، ليصبح السؤال هل تستطيع الأسواق قلب الموازين في النصف الثاني من التعاملات؟ 

هناك كثير من المستثمرين والمحللين المتفائلين بهذا الشأن. فبعد ثلاثة أشهر متواصلة من التدفقات المالية الخارجة، اجتذرت صناديق الأسهم الخاصة بالأسواق الناشئة، التي ترصدها 'أي بي إف آر جلوبال'، أكثر من 700 مليون دولار من الاستثمارات في أول أسبوعين من تموز (يوليو) الجاري.

وفي آخر تقرير ربع سنوي حول آفاق الأسهم، كرر فريق التحليل الاستراتيجي في بنك إتش إس بي سي تفضيله أسهم الأسواق الناشئة على الأسواق المتقدمة في الأشهر الستة المقبلة.

وكتب محللو إتش إس بي سي 'يمكن أن تكون العودة المبدئية إلى الأسواق الناشئة مستندة إلى آمال في حدوث تحسن في البيانات الاقتصادية، التي خيبت الأمل (في النصف الأول)'. وأضافوا: 'وهذا شيء لا نختلف معه'.

وبينما لا تملك البنوك المركزية في الدول المتقدمة أي مجال تقريبا لخفض أسعار الفائدة لدعم النمو، تجد المصارف المركزية في الأسواق الناشئة مجالا للتصرف بجرأة، كما يقول المستثمرون. وبالفعل بدأ العديد من المصارف المركزية الكبرى في خفض أسعار الفائدة لدعم اقتصاداتها، وفي مقدمتها البنكين المركزيين في الصين والبرازيل.

ويقول إيون كاميرون وات، كبير استراتيجيي الاستثمار في بلاك روك إنفيستمنت إنستتيوت ومدير الأصول في المجموعة الاستراتيجية المركزية: 'إن السلطات النقدية (في الأسواق الناشئة) ما زالت تملك مجالا كبيرا لإنعاش اقتصاداتها'. وتتوقع بلاك روك أن تبقى نسبة الربح على السهم في الأسواق الناشئة مستقرة عند مستوى 9.3 في المائة سنويا هذا العام، متجاوزة بذلك 8.9 في المائة تمثل نسبة النمو في الربح الذي يحققه السهم في الأسواق المتقدمة.

وبإضافة حقيقة أن تداولات الأسواق الناشئة تتم بنسبة حسم تبلغ 20 في المائة عن الأسواق المتقدمة، يمكن أن يكون ذلك بمثابة 'منصة انطلاق للتفوق في الأداء'، حسبما ذكرت بلاك روك، التي تعد أكبر مدير للصناديق في العالم، في تقرير عن توقعاتها المحدثة عن آفاق عام 2012، نشرته في وقت سابق هذا الأسبوع.

ويجادل أنطوين كولونا، رئيس قسم أبحاث المستهلك في جارميجاني جيستين، وهي شركة فرنسية لإدارة الأصول، بأن الأداء المخيب للآمال في النصف الأول من العام كان بسبب توترات قصيرة الأجل. ووفقا لكولونا، ربما كان معدل النمو في الصين بطيئا، لكن مبيعات الشركات الصينية ما زالت تتضاعف سنويا.

وتبقى أسهم الشركات الاستهلاكية واحدة من استثمارات الأسواق الناشئة المفضلة للأشهر المقبلة. ويقول مديرو صناديق ومخططون استراتيجيون إن الطبقة المتوسطة المتنامية في كل من آسيا وأمريكا اللاتينية يمكن أن تكون من أكبر محركات الاقتصاد العالمي وعائدات أسواق الأسهم في المستقبل المنظور.

وفي المقابل، ينظر بارتياب إلى الشركات العاملة في الصناعات الدورية، مثل السلع، والخدمات المالية، والعقارات. وكانت هذه القطاعات العائق الرئيسي لأداء الأسواق الناشئة في النصف الأول من العام، وقليلون هم من يتوقعون أن تشهد تحولا في النصف الأخير من 2012.

وتأكيدا على التحسن المبدئي في المعنويات، أظهر استطلاع بنك سوسيتيه جنرال الشهري لآراء المستثمرين زيادة التفاؤل تجاه أسهم الأسواق الناشئة العالمية.

وأظهر الاستطلاع أن نسبة المستثمرين المتفائلين بشأن الأسواق الناشئة على المدى القصير، ارتفعت إلى 49 في المائة في تموز (يوليو)، مقارنة بـ 38 في المائة في الشهر السابق. وانخفضت نسبة المستثمرين المتشائمين اتجاه الأسواق النامية بنسبة 20 في المائة إلى 27 في المائة فقط.

لكن كثيرا من المستثمرين والمحللين غير مقتنعين، ويشيرون إلى العلاقة الضعيفة بين النمو الاقتصادي وعائدات سوق الأسهم. وكما قال روبرت باكلاند، كبير محللي الأسهم العالمية في سيتي حروب، في مذكرة في الآونة الأخيرة: 'شركات الأسواق الناشئة كافحت لتحويل نمو الفائدة الاقتصادي إلى نمو أرباح عال لكل سهم، ونحن لا نرى أن هذا سيتغير في وقت قريب'.

وعلى الرغم من أن المستثمرين والمحللين المتشائمين أقروا بأن المصارف المركزية في العالم النامي لديها مجال لخفض أسعار الفائدة، إلا أنهم يخشون من أن ذلك يمثل الدلالة الأكبر على ضعف وشيك الحدوث، تحدده السلطات أكثر من القوة. وفي أحدث توقعاته عن آفاق الاقتصاد العالمي، خفض صندوق النقد الدولي توقعاته فيما يتعلق بنمو الأسواق الناشئة عام 2012 إلى 5.6 في المائة، وإلى 5.9 في المائة لعام 2013، بانخفاض يبلغ 0.1 في المائة و0.2 في المائة، على التوالي، عن توقعاته السابقة.

ويقول ديفيد جاكوب، كبير مسؤولي الاستثمار في هاندرسون العالمية للاستثمار: 'الأسواق الناشئة ما زالت تعتمد أكثر على نمو الاقتصاد العالمي وليس العكس'. ويضيف: 'الأمور تبدو جيدة على المدى البعيد، إلا أنها مختلفة للغاية على المدى القصير'. ويجادل ألان كونوي، رئيس قسم الأسهم الناشئة في شركة شرودرز، بأن هدف الأسواق الناشئة هو تحقيق 'أداء متميز ومؤثر' قياسا إلى أسواق الدول المتقدمة. لكنه يقر بأن مشاكل الأسواق المتقدمة تؤثر في توقعاتهم. ويقول: 'إذا كان العالم يتألف فقط من اقتصادات الأسواق الناشئة ولا يشمل الاقتصادات المغمورة بالماء، سنتطلع إلى 40-50 في المائة عائدات على الأسواق الناشئة هذا العام'.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك