حسن الموسوي: هذه نصائحي للتخلص من الفساد!
زاوية الكتابكتب يوليو 20, 2012, 12:18 ص 1385 مشاهدات 0
القبس
الفساد
د. حسن الموسوي
عجيب أمر الفساد، الدولة الغنية يتذمر المواطنون فيها من انتشار ظاهرة الفساد، والدول الفقيرة كذلك تعاني من الفساد وتدعو إلى الثورة على الفساد، والفساد متجدد بتجدد المجتمعات.
وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم حثت على الابتعاد عن الفساد، ففي الآية 77 من سورة القصص، يقول الله تعالى «وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ»، وكذلك الآية 83 من سورة القصص «تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ»، وكذلك في سورة البقرة آية 205 «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ».
إذاً، الفساد واقع وملازم للسلوك الإنساني، منذ أن خلقه الله وجعله خليفته في الأرض، وهذا ما هو مذكور في القرآن الكريم والكتب التاريخية، وإذا زاد أو تغير شكله يرجع ذلك إلى التغيير الذي حدث في المنظومة الاجتماعية والسياسية.
وهناك من صنّف الفساد ثلاثة تصنيفات: فساد على مستوى الفرد، وفساد على مستوى العمل، وفساد على المستوى السياسي.
وفي دراسة بريطانية حول الفساد، أظهرت أن %10 من العاملين في المراكز القيادية فاسدون لا يمكن إصلاحهم، و%10 من الجانب الآخر نزيهون لا يمكن إفسادهم، و%80 إن سنحت لهم الفرصة ارتكبوا أفعال الفساد.
والفساد متعدد الأشكال والعناوين، ولا يقتصر على الدول الدكتاتورية فحسب، وإنما حتى التي تضرب الديموقراطية في جذورها.
وحقيقة الأمر، لا يمكن للتنمية أن تقوم قامتها في ظل الفساد ولا الفساد في ظل النزاهة، فهناك حكومات وأنظمة سقطت وتهاوت وذهبت بلا رجعة بسبب آفة الفساد التي نخرها. إن مشكلة الأنظمة العربية تكمن في الصراع بين الفاسدين وتحدي كل منهما الآخر، ومعركة كسر العظم بينهم.
إن أي حكومة تسعى إلى الإصلاح وتنشد التنمية عليها محاربة الفساد والفاسدين ومحاربتهم صعبة، ولكنها غير مستحيلة، فالإصلاح يبدأ بالفرد من خلال الالتزام بالأخلاق والقانون وإحياء الضمير، ثم بالنظام والسياسة، فلا إصلاح سياسياً ولا إصلاح اقتصادياً من دون مواجهة الفساد.
ولنا في دولة البرازيل الفقيرة نموذجاً حينما تغلبت على آفة الفساد وتمت إدارتها بإدارة مسؤولة، نجحت في تطويق الفساد، فانفتحت على التنمية والازدهار، ولا يقتصر الفساد على الغش والاختلاس والرشوة، وإنما يشمل التحايل على الأنظمة والقوانين والتعيين في مراكز قيادية بناء على المصالح الضيقة أو منفعة شخصية.
إن معالجة الفساد أو محاربته تتطلب خطوات إجرائية، مثل:
1 - ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتحديد نوعية المحاسبة بقانون.
2 - تحميل المسؤولية لأصحاب الكفاءة.
3 - تفعيل القانون ومحاسبة الفاسد كائناً من مكان.
4 - الأخذ بالتقارير العالمية، وعدم التشكيك فيها.
5 - تقوية رقابة الأجهزة الحكومية في مراقبة المفسدين ومتابعتهم.
وأخيراً وليس اخراً، تعزيز روح المواطنة والولاء والانتماء والنظام الذي يؤمن بالعدل والمساواة بين أبناء الوطن الواحد.
تعليقات