المعارضة مدعومة من سذج وذئاب أصحاب أجندات خاصة.. بنظر الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 1432 مشاهدات 0


القبس

رفقاً بالكويت قاتلكم الله تصعيد المعارضة غير مبرر

خليفة مساعد الخرافي

 

البعض معركته مع الحكومة لتخبطها وفسادها وضياعها، أما نحن فمعركتنا أكبر، حيث يضاف لتصدينا لفساد الحكومة التي يعينها متردية ونطيحة من إعلاميين ومستشارين، فنحن نتصدى لمعركة أشرس وأصعب وأكثر ضراوة ضد نواب معارضة مدعومة من سذج أو من ذئاب، يملأ قلوبهم الحقد، لأجندات خاصة ومعارضة لأجل المعارضة فقط وليس لديها أي حلول، إنما فقط هم قادرون على إثارة القلاقل والازمات والتشكيك والتصيد، فنواب المعارضة هم اكثر سوءا ودمارا وتخبطا وفسادا من الحكومة، فكلاهما السبب الرئيسي في تردي اوضاعنا. فالحكومة غير قادرة على انجاز اصلاح الدولة وتطويرها، والمعارضة اكثر عجزا منها في تشريع قوانين كثيرة متعطلة ومهملة في ادراج مجلس الامة، اضافة الى كسرهم للنظم واللوائح بوساطات جائرة، وبسبب جهل المعارضة ورعونتها وتهورها ورطت اقتصاد الدولة بمقترحاتها العبثية، وايقاف مشاريع تنموية ومشاريع قوانين مهمة بسبب تهديدها ووعيدها المتكررين، مما أدى إلى اذعان الحكومة لهذه المعارضة لمعرفتها بتردد الحكومة وخوفها وذعرها وضعفها من هذه المعارضة المشهورة برعونتها وطرقها وأساليبها التي تسير على غير هدى. فوجئنا بمعارضة كانت فقط من أسابيع معدودة تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور، إذا تم المساس بالدستور، رافضة أي نوع من تعديل مواده، وإذا بنا نجد المعارضة الغافلة المتخبطة المقصرة نفسها تطالب بتعديلات جذرية لـ «دستور 62» بسبب ضغوط مجاميع من شباب الكويت، بمعنى أنها لم تكن من أهداف المعارضة وبرنامجها منذ 20 عاما. حين طالبت قبلهم بفترة بتطوير دستورنا لم يكن أحد من المعارضة يستمع ويتحمس لي، بل حوربت حين صرحت في ندوة جمعية المحامين عن دستورنا، وحولت كلامي الى ان يتم وضع دستورنا بمكان بارز في متحف الكويت الوطني، «ويثار أن سبب زجي في زنازين سجن أمن الدولة هو مطالبتي بتطوير ديموقراطيتنا». إلا أن اسلوب المعارضة لتعديل الدستور لمزيد من الديموقراطية تصادمي ومنفر وجاف، لانجاز خطوة تحتاج الى حكمة وتعقل لاعتبارات اقليمية، كما ترفض هذا التعديل انظمة خليجية مؤثرة تتميز بخصوصية علاقتها مع دولة الكويت، يضاف إليها تباطؤ الحكومة لتظل السيطرة على مقاليد الدولة بيد ابنائها، جعلت الحكومة تكثر في التسويف والمماطلة لتطوير ديموقراطيتنا.

الكل على خطأ، سواء المعارضة باندفاعها الشديد وأسلوبها التصادمي، وكذلك تجاهل الحكومة واهمالها المطالبات المباشرة لتطوير النظام الديموقراطي.

***

تخبط كل من الحكومة والمعارضة افرز تجمعات شبابية غاضبة حانقة بسبب ما آلت إليه الأوضاع من فساد في الكويت، جعل هؤلاء الشباب يحبط ويسأم ويبادر إلى المطالبة باستحقاقات بسبب تردي الأحوال في جميع القطاعات بالدولة، إلا اننا نستغرب، واستغرابنا ممزوج بالعتب على شبابنا، كيف يضع يده بيد معارضة هي سبب رئيسي في ضياع الكويت، كما نعتب على شبابنا لرضاهم على استخدام أسلوب الفوضى والغوغائية والتعدي على القانون باقتحامهم قاعة عبد الله السالم، فإذا كان «هذي أولها فينعاف تاليها» وعلى شبابنا السلام.

***

بالغت تكتلات المعارضة بممارستها التعسفية وتمردها على احكام قضائية، وزادت في غيها وتجبرها وفجورها باعتراضها على احقية السلطة الدستورية لسمو الأمير حاكم الكويت باصدار مراسيم اميرية لتشريع قوانين ضرورة في فترة غياب مجلس الامة، هو يرى ان تشريعها لمصلحة الكويت، فتحاول كتلة المعارضة بتهديدها ووعيدها سلب هذا الحق الدستوري، فالمعارضة داست في بطن الدستور وهي تدعي حمايته وعدم المساس به، علما بأنني شخصيا لا أتفق مع مراسيم الضرورة لتغيير الدوائر، انما احتراما لدستور 62 واحتراما للرغبة السامية أقبل هذه الخطوة.

***

أخيرا وعت القوى السياسية - زعامة وشبابا - وانتبهت الى ان العلة في تأخرنا وضياعنا وفسادنا هي في عدم تطوير نظامنا الديموقراطي الذي كنت أنا أول المطالبين بتطويره.

أنعم الله على الشعب الكويتي بنعم كثيرة لها أول وليس لها آخر، بفضل من الله لا نعاني كما تعاني بعض الشعوب العربية من ظلم حكامها، فنحن شعب منعم مرفه محشوم، ترعانا الحكومة من المهد إلى اللحد، ولا توجد ضرائب تثقل كاهلنا.

ولخصوصية علاقة نظام الحكم الطيبة مع الشعب، ولوجود دستور 62، لا يحتاج التعامل مع النظام اساليب التحدي والتهديد والوعيد والتصادم والتصعيد التي لا لزوم لها، كما تفعل دول عربية اخرى ثارت شعوبها من ويلات حكامها الطغاة الذين زجوا بالمعارضين في السجون وحرموا الشعوب من خيرات أوطانها.

ان الحكمة، وهي صفة لا تملكها المعارضة، تتطلب المواءمة لحساسية اوضاع المنطقة. فلا مبرر لاستخدام اساليب التعنت والتصادم وفرد العضلات، فبإمكان تكتل الأغلبية ان يقدم طلب تعديلات دستورية لسمو الأمير للمجلس المقبل مقدمة من 45 نائبا، بدلا من هذا الصياح الفارغ. أمر طيب جدا المطالبة بتعديلات دستورية لتطوير ديموقراطيتنا القاصرة، بينما يجب الا يصحب هذه المطالبات تأزيم وتصعيد.

***

المضحك المبكي، او كما يقال «هم يضحك وهم يبكي»، انه في حال تطوير ديموقراطيتنا سيدير مقدرات الدولة الاغلبية المعارضة، فلا طبنا ولا غدا شرنا، فهي أبعد ما تكون عن الاصلاح والتطوير، واستغرب كيف ينخدع بها شباب الكويت، فأداء معارضتنا يماثل أداء الحكومة سوءا وتخبطا، فلا يرجى خير من هذه المعارضة التي انكشفت وتبين افلاسها، إلا أن أملنا الوحيد في مستقبل ديموقراطي زاهر من فكر متجدد ايجابي بناء لا يتم إلا بعد زوال هذه المعارضة الفاشلة المتخبطة المثيرة للأزمات والمشاكل، مستغلة فساد الحكومة وضعفها، معارضة مقهورة جامحة، طغت وتجبرت وعاثت في الأرض فسادا بغياب هيبة الدولة والقانون.

***

ندعو الله جلّ وعلا ان يصلح احوالنا ويهدينا - حكومة وشعبا ومعارضة وإعلاما - إلى سواء السبيل، مستغلين حلول شهر رمضان المبارك لما فيه خير وطننا ومستقبل أبنائه، داعين الله أن يبعد عنا شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن.

***

> تقبل الله طاعتكم يا أهل الكويت الكرام ووافديها الطيبين وقيادتها العزيزة على قلوبنا، اللهم تقبل صيامنا وطاعتنا جميعا، وارحم أمواتنا في هذا الشهر الفضيل الكريم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك