'بيان للناس'
زاوية الكتابكتب يوليو 19, 2012, 11:22 م 1383 مشاهدات 0
تشهد الساحة السياسية منذ فترة حراكا من قبل كتلة الأغلبية البرلمانية من أجل تدشين بداية تصحيح الإعوجاج الحاصل الذي تمخض عن تعاقب السياسات الحكومية الخاطئة بما أدت إليه من حالة من التراجع في كل المجالات، وكان آخر ما أنتجه هذا الحراك هو بيان الكتلة الذي نص على خارطة طريق إصلاحية اشتملت على تعديلات جوهرية في إطار توسيع الصلاحيات الشعبية إعمالا للنص الدستوري ' الشعب مصدر السلطات' .
في المقابل ، فاجأتنا كتلة العمل الوطني ببيان للناس وصفته بوثيقة الإنقاذ تضمن بعض المطالب التي اعتبرتها الكتلة ' حلول متكاملة' للمشاكل التي تعانيها السلطات الثلاث ، غير أنه تميز بمعارضة التعديلات الدستورية عموما وخلا من أي تصور بشأن قضية الدوائر واتفق مع بيان الأغلبية في ضرورة إشهار الهيئات السياسية ، إضافة إلى اشتمال البيان على عناوين عامة غير مؤطرة بشأن بعض القضايا .
الجميل أن كتلة العمل الوطني أدركت أن هناك أزمة تسوجب حراك لتصحيح المسار ، وبذلك فهذا عنصر الاتفاق الأول مع كتلة الأغلبية ، لكن المستغرب هو أن تتجاهل العنصر الأساس في الأزمة وهو محاولات تقويض الدستور والإرادة الشعبية المتتابعة والتي تجلت في صور عديدة، والمستغرب كذلك هو تزامن توقيت صدور بيان الوطني مع بيان الأغلبية .
وبعيدا عن التأويلات المختلفة لمضامين وتوقيت بيان ' الوطني' فإن الرغبة في عدم الإشارة إلى التحدي الحقيقي الذي تعيشه الكويت من الأطراف التي لا تؤمن بسيادة الشعب وتركيز البيان على قضايا كثيرة لا تختلف عليها معظم القوى السياسية كقوانين مكافحة الفساد ومخاصمة القضاة وتعيين القياديين والعناوين الفضفاضة بشأن معايير اختيار الوزراء وما شابه، كل ذلك يطرح سؤالا جوهريا عن مستهدف هذا البيان وما إذا كان مجرد بيان للناس أو بيان يستهدف إحداث إصلاح حقيقي وتغيير للواقع المرير الذي يعيشه الواقع السياسي الكويتي.
الواقع يؤكد أن تجاوز الخطر الحقيقي الذي يتهدد الحياة الديموقراطية في الكويت ، وتجاوز الحراك الشعبي المتنامي تجاه استرداد صلاحياته وحقوقه الدستورية بشكل حقيقي ، والقفز إلي قضايا تعتبر جزء من البدهيات حينما نتحدث عن الإصلاح الشامل ، هي محاولة للهروب إلى الأمام والتواجد على الساحة من دون هدف إصلاحي حقيقي.
وهناك مثل مصري يقول' إيش غرضك يا اعمي ؟
قال قفة عيون' ، فإذا كان الهدف هو إصلاح الفساد وحماية حق الشعب في حريته وديموقراطيته ومكتسباته الدستورية فهذا ما يرتجيه كل ' وطني' أما إذا كان الغرض هو البحث عن اصلاحات مبتورة في عصر ربيع الشعوب فلا طبنا ولا غدا الشر .
فيصل خليفه غازي الصواغ
تعليقات