في الكويت 'نكون بشي نصير بأشياء'!.. التويجري متعجباً

القبس

ما ليس في الحسبان

عبد العزيز التويجري

مشكلاتنا في الكويت من النوع القابل للتفرع والتشعب، وهي مثل نبتة صغيرة تزرعها وهي بذرة ثم تكتشف بعد فترة أن أغصانها ووريقاتها امتدت في كل الاتجاهات، لا بل ونبتت لها أشواك وتعمقت جذورها في الأرض حتى يصبح من الصعب اقتلاعها. وإن استطعت، فسوف تخرب التربة من تحتها وتترك ندوباً فيها زمناً طويلاً.

أي بالمثل الدارج «نكون بشي نصير بأشياء»! وهذا ينطبق تماماً على ما يحصل منذ تعليق جلسات مجلس الأمة، فقد كنا بموضوع أو موضوعين، أصبحنا اليوم بعشرات الموضوعات، وهذا يزيد من صعوبة إيجاد الحلول، ويدخل الدولة في أنفاق جديدة ومتشعبة يصعب الخروج منها إلا بخسائر وطنية فادحة يدفع ثمنها أخيراً المواطن حالياً والأجيال المقبلة، فالمطالبات التي تولدت، هذين اليومين، لم تكن ضمن المشكلات التي أثيرت في مجلس الأمة بشكل مباشر أثناء دورات الانعقاد، مثل مشكلة الدوائر وطرح قضية إشهار الأحزاب والعودة إلى مجلس 2009، والحكومة البرلمانية. معظم هذه المشكلات استجدت وبنيت على خلفية مشكلات أخرى، ما ليس في الحسبان أو كنا أسلفنا في بداية المقال: تفرعت عنها وتشعبت.

الملاحظ أن معظم مشكلاتنا - حتى وإن لم تكن مالية - الا أنها تتسبب في خسائر مالية، مثل تلك التي تتكبدها البلاد بسبب إعادة الانتخابات في البرلمان، واستقالة الحكومات المتعاقبة، وما ينتج عنها من تأخير في التنمية وتعطل في المشاريع الكبرى، وهكذا نجد أن كل شيء عندنا بدأ يصغر، إلا المشكلات فهي تكبر على الدوام.

ومنذ أيام سمعنا عن لجنة تشكلت للضغط على الأغلبية النيابية، من أجل أن تتبنى عدداً من المطالب التي قالت إنها جماهيرية، والملاحظ أنه في كل مشكلة عظيمة تواجه الكويت يظهر على السطح تكتل بشري مكون من مجموعة أفراد على الأغلب يكونون من الشباب، يلوحون بالمساءلة للنواب إذا لم يلتزموا بالمسار الشعبي، ويتوعدون النائب بأنهم لن ينتخبوه، إن لم يكشف عن ذمته المالية، أو ان لم يعمل على تنفيذ برنامجه الانتخابي أثناء وجوده تحت قبة البرلمان، ثم ما تلبث هذه الكتل أن تختفي مرة أخرى بعد دخول النائب إلى البرلمان، ويضرب بوعوده عرض الحائط ولا ينفذ شيئاً مما اتفق معهم عليه، ثم يعودون هم لانتخابه من جديد ويعيدون، أيضاً، تجميع أنفسهم ليشكلوا كتلة جديدة تهدد وتتوعد.. وندور مرة أخرى في حلقة مفرغة.

• ومضة

روح ولف الدنيا كلها

مثل الكويت ما تلاقي

منو بحلاها منهو مثلها

وأنا كويتي وهذي بلادي