عن الإنجاز والإعجاز في الكويت.. يكتب جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 989 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  إنجاز وإعجاز في البلد

جعفر رجب

 

مضحك ومبك في الوقت نفسه، عندما يكون الوضع الطبيعي، عبارة عن انجاز.
تقبل الجميع التهاني، لان الكويت سترفع علمها الاولمبي في لندن، وكأنه انجاز تاريخي، لم يسبقها احد من دول العالم، وليس وضعا طبيعيا لكل دولة من دول العالم، ولكنه زمن اغبر، جعل مجرد رفع العلم انجازا يحتاج الى تحركات من اعلى المستويات، لان مستوى الصراع وصل ادنى المستويات!
ننشر اعلانا في الصحف، نشكر فيه الاطباء على جهودهم في شفاء المريض، وكأنه يفترض على الطبيب ان يقتل المرضى، ويتدرب عليهم، ويجرب عليهم بعض الادوية... لكنه زمن اهبل جعل مجرد خروج المريض من المستشفى كما هو ودون علاج، انجاز يحسب للطبيب والمستشفى والوزير، فقد دخله وخرجه دون ان يقطعوا منه طرفا!
نبث خبرا، نبين جهود الداخلية ورجالها بنجومهم وتيجانهم وخيوطهم، في القبض على المجرمين، ومخالفي المركبات، وكانه يفترض في وزارة الداخلية ان تصور مع المجرمين، وتعزم من يخالفون المرور وعلى حفل عشاء، ولكن ملائكة السماء ألهمتهم العمل وفقا لوظيفتهم التي يعملون من اجلها... ولكنه زمن مقفر، نشكر الشرطي فيها على ملاحقة الخارجين على القانون، لأنهم يخافون من الداخلين قبل غيرهم!
شكر للمعلم لأنه درس، والصحافي لأنه كتب خبرا، والبقال لأنه باع بضاعة، والجرسون لأنه احضر طعاما، واللاعب لأنه سجل هدفا، والوزير لأنه طبق القانون، والنائب لأنه يشرع... نشكر ليس من باب المجاملة والادب والاخلاق، بل من شباك اعتبار افعالهم انجازات تاريخية، انظر الى هذا الوزير انه يطبق القانون، الله اكبر اخيرا طبق القانون، هل هذا بالفعل انجاز؟ نعم في هذا الزمان والمكان مجرد ان تقوم بالواجب المفروض عليك يعتبر انجازا، بل قد تطالب الناس بشكرك ايضا، حاله من حال النائب الذي صرح انه خلال اشهر فقط، قدم قوانين عدة وعشرات الاسئلة، وكانه يقول لنا ان وظيفته اللعب في منتخب السلة، ولكنه ضحى من اجل الناخبين، وسأل اسئلة محورية عن مطبة في شارع، ومخبز في جمعية!
وفي النهاية، اشكر نفسي على كتابة هذه المقالة!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك