نحتاج إلى دراسة وزرع فكرة الحزب.. فاطمة الشايجي مؤكدة
زاوية الكتابكتب يوليو 17, 2012, 12:54 ص 829 مشاهدات 0
الشاهد
لماذا نرفض الأحزاب؟
فاطمة الشايجي
نؤمن بأن الديمقراطية هي النظام الأمثل للبشرية، ونرفض الأحزاب رغم انها تعبر عن التعددية والتي هي اساس الديمقراطية. ولكن لماذا نرفض الاحزاب؟ سؤال طرحه الكثيرون.
في البداية نعرض بشكل مبسط للحزب فهو اتفاق مجموعة من الافراد على هدف أو رأي او فكر معين يتخذون منهجا يتوافق مع المجتمع لتحقيق مطالبهم، بالاضافة إلى أمر مهم جداً وهو أن يكون تواجدهم معلنا وظاهرا، ولكن ما نلاحظه هو ان الاحزاب تكونت بشكل باطن واستقطبت اتباعها ليس بناء على توافق فكري او تجانس في الاهداف وانما بناء على استغلال الظروف السلبية التي يعيشها بعض الافراد او بناء على صلة القرابة أو على اعتبارات اخرى تجعل من الحزب أغلبية فارغة.
وليس من الغريب التصميم على المطالبة بقانون الاحزاب في ظل مجتمع تغلب عليه التبعية العرقية والطائفية والقبلية، فالمجتمع لا يملك الى الان ذلك الوعي بمفهوم الاحزاب، ولكن الغريب ان من يطالب بها لم يدرس تأثيرها على المدى الطويل على اعتقاد منهم انهم سيكونون ابد الدهر هم المسيطرون، في التأني السلامة فأتباعكم لن يدوموا، وانتم بذلك تحدثون شقا كبيرا في المجتمع لن يمسكم الآن بل سيمس من هم بعدكم. تحتاج فكرة الاحزاب في الكويت لكي يتقبلها الجميع حتى الاشخاص الذين لا ينتمون إلى حزب معين إلى ان نعي جيدا لمواد الدستور الكويتي واهمها المادة الرابعة التي توضح ان الكويت »امارة وراثية في ذرية المغفور له مبارك الصباح« لكي نبتعد عن فكرة ان الكويت جمهورية لان الحزب بمفهوم السياسي هو عبارة عن مجموعة من المواطنين يؤمنون باهداف سياسية وايديولوجية مشتركة وينظمون انفسهم بهدف الوصول إلى السلطة وتحقيق برنامجهم واذا كان اصحاب الاحزاب يتغنون بانهم يطالبون فقط بوجود حكومة شعبية، فبالتأكيد هذه نهاية للمادة الرابعة من الدستور.
كما تحتاج ايضا إى توعية اولا لمن يسعى إلى تشريع قانون الاحزاب ان الحوار يجب ان يكون بينه وبين السلطة لكي يحقق اهداف الحزب والجماعة التي تنتمي اليه ولكن يبقى التساؤل المنطقي هو اذا اصبح الحزب هو السلطة اذا الحوار سيكون مع من؟ بالتأكيد مع الشعب او مع الأقلية التي لا تتوافق معها ولا شك ان الظلم هو الملجأ الوحيد لحزب السلطة.
ثانياً: تحتاج فكرة الاحزاب إلى وعي الشعب لهدف سعي الحزب الى السلطة وإلى الخطة التي يضعها الحزب والى معرفة المنهج الذي سيحقق هذه الخطة، فهل نحن نملك هذا الوعي؟ وهل الاحزاب الآن تسلك منهجا يؤهل المواطن الكويتي للاختيار السليم للحزب الذي يمكن ان ينتمي اليه.
واخيرا لا اقول اننا نرفض الاحزاب نهائياً ولكننا نحتاج إلى دراسة وزرع فكرة الحزب الذي هو مختلف تماما عن اي احزاب اخرى في المنطقة العربية فشعب الكويت لم يترب على مجموعات بل تعودنا على اننا مجموعة واحدة من يخرج عنها يجبره حبه للكويت العودة لها.
تعليقات