شبابنا لم يعد يطربه (صهيل الحناجر).. هذا ما يراه مبارك صنيدح

زاوية الكتاب

كتب 1258 مشاهدات 0


الوطن

فيض المشاعر  /  صهيل الحناجر

مبارك صنيدح

 

لكل مرحلة متطلباتها وخطابها السياسي ونحتاج فيها الى (صهيل الحناجر) وابطالها بهديرهم يزلزلون الارض تحت الاقدام وصدى صوتهم يلهب الحماس ويشحن المشاعر ويجمع الحشود ويرص الصفوف لتحقيق مشروعهم وغاياتهم لمحاربة الفساد والمفسدين.. وغالبا ما تفتن الجماهير برجالات ورموز السياسة وتتقرب اليها في ضرب من ضروب الانسحار والافتتان.
وفي الحقيقة ان اكثر ما يزعجني في الشارع السياسي بروز فطر الفداوية المهجنة على السطح تسبح بحمد الرموز وتتهجد في محرابهم وتردد كالببغاء مصطلحاتهم ولا تنكر أخطاءهم ولا تصوب مسارهم حتى يئسنا منهم.. ولكن شبابنا اليوم يقدح زناد الامل ويضيء بارقة الوطنية المخلصة ويثير عاصفة التمرد واثبت انه حر تجرد من وهج الصنمية وطقوس العبودية لا يمسح الجوخ ولا يعرف المجاملات ولا يهوى المداهنات السياسية ولا يقبل بالحال المايل ولم يعد يطربه (صهيل الحناجر).. صفق للمعارضة ورمى (العقال) على رؤوس رموزها ولكن عندما اكتشف ان الاصلاحات السياسية والدستورية تحولت الى مهرجان خطابي يقدم نفسه مرة اخرى على (مسرح الحناجر) تجند فيه كل الحبال الصوتية لدغدغة مشاعر الجماهير ورص جموعها مرة اخرى لعودة الاغلبية لمجلس الامة تحت راية التصدي لتعديل الدوائر الانتخابية وبدون خطة واضحة الاهداف والمعالم للرؤية الاصلاحية وان المبدأ عند البعض هو التكسب السياسي قبل كل شيء وبعد كل شيء وتبخر من الخطاب السياسي في رمشة عين مشاريع الاصلاح السياسي في تحجيم للتطلعات واطفاء لاحلام الشباب.. تصدى الشباب لمخاوفه ورفع صوته وهز جذع النخلة بقوة وقال هذه عصاي لن اتوكا عليها ولن اهش بها على غنمي ولكن لي فيها مآرب اخرى وترجمت بحملة تويترية قاسية قضت مضجع الاغلبية واثارت فزعها وسارعت الى عقد ندوتها القادمة في ديوان (السعدون) لخطاب سياسي يرضي الطموح ويشفي الغليل ويستعيد رصيده الشبابي عماده وركازه لتحقيق نجاحاته.
ندرك ان الاغلبية غير متجانسة وعلى خلاف في تحديد سقف المطالب وعلى المقاطعة عند العبث بالنظام الانتخابي وصراع الصقور والحمائم متواصل ولكن يوجد قواسم مشتركة بينها للاصلاح السياسي والدستوري يجب الاتفاق عليها وصياغتها في برنامج زمني تسعى لتحقيقه وتنفيذه.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك