هل بر الوزراء والنواب بقسمهم؟!.. محمد الهاجري متسائلاً

القبس

إلى متى  /  هل بروا بقسمهم؟

محمد حمود الهاجري

 

أقسم بالله العظيم

«أن أكون مخلصاً للوطن والأمير» و«أن أحترم الدستور وقوانين الدولة» و«أذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله» و«أؤدي أعمالي بالأمانة والصدق».

والإخلاص يعني الخلو من الشوائب، وعدم مشاركة آخرين بالولاء للوطن والحاكم، وأتى الإخلاص للوطن أولاً.. واحترام الشيء يعني إجلاله وإكرامه وتبجيله وصيانته!

والذود عن الشيء أي تطرد وتمنع أي مساس به، وأتت الحرية في أول ما يتوجب الذود عنه تلاها المصالح والأموال.

وأخيراً، تأدية العمل أي تنفيذه على أحسن ما يرام وتمام وكمال، وتأدية العمل مقرونة بالأمانة، أي على أتم وجه بنزاهة ووفاء، وعكسها الخيانة، وبصدق أي بعمل وكلام مطابقين للحقيقة والواقع، وعكسه الكذب.

فهل فكر من يؤدي القسم أمام سمو الأمير وأمام مجلس الأمة وعلى مرأى ومسمع من الشعب بمعاني مفرداته وحسن اختيارها؟

لماذا لم يقل أن أكون وفياً بدلاً من مخلصاً؟ وأن أطبق الدستور بدلاً من أن أحترم؟ وأن أدافع عن الحريات والمصالح والأموال بدلاً من أذود؟ وأقوم بأعمالي بدلاً من أن أؤدي؟

الوطن هو عبارة عن أرض تستقر عليها مجموعة من الناس تجمعهم مصالح وعلاقات مشتركة ومتبادلة، يختارون من بينهم حاكماً يحكم تلك العلاقات والمصالح وينظمها الدستور والقوانين، سواء في ما بينهم أو مع الأوطان الأخرى، وتأتي حرية الفرد بأي مكان أولاً وقبل المصالح المختلفة والأموال المتخمة، فلا قيمة للإنسان من دون حرية، مهما تمتع بمزايا وتملك من مال. أخيراً، فإن هذا الوطن يحتاج إلى عمل لبنائه وبقائه واستمراره، وأن يقترن هذا العمل بالأمانة والصدق.

التمعن بمفردات وصياغة القسم يختزل الدستور كله، ويحدد أركان الدولة وأسس بقائها واحتياجات الفرد الأساسية وأولوياتها ومقومات العمل في بنائه. ويؤكد على الولاء لوطن واحد واحترام الآخرين وتقديس الحريات واحتياجات الفرد والأموال العامة، وأهمية العطاء والالتزام بالعمل والنزاهة بأدائه.

فهل بر الوزراء والنواب بقسمهم؟ وهل حاسبهم الشعب بموجب هذا القسم ومدى برّهم به؟