النيران تكاد تلتهم الوطن والانحدار مستمر.. الخرافي مستنكراً
زاوية الكتابكتب يوليو 13, 2012, 12:51 ص 1548 مشاهدات 0
القبس
لعن الله الجاهل / هل انعدمت الشهامة والمروءة؟
خليفة مساعد الخرافي
إن كنت جاهلا فالكل قادر على خداعك، فمن ليس قادرا على تطوير نفسه ومتابعة التطورات السريعة في الحياة، ولم يحرص على الاطلاع والقراءة لفتح مدارك عقله، سيصبح وسيلة سهلة جدا للاستغلال من الآخرين، ومن لم يكن قادرا على فتح مدارك تفكيره، فسيظل تحت رحمة مكائد الآخرين ودسائسهم وألاعيبهم، يفعلون به ما يشاءون من أجل مصالحهم وغاياتهم ويصبح أداة سهلة لهم، مستغلين جهله وسذاجته وحسن نواياه، فيسيطرون عليه سيطرة تامة. فهناك من هو قادر على إقناعه من خلال بعض الآيات القرآنية الكريمة وبعض الأحاديث الشريفة، مستغلين حماسه الديني والعقائدي، ويرسلونه إلى أفغانستان والعراق، ليلقي بيده إلى التهلكة، بحجة الجهاد في سبيل الله، ويترك الجهاد الأكبر وهو تربية أبنائه وتكوين أسرة صالحة تفيد الوطن، ويهمل البر بوالديه وهو الجهاد المبروك ليتجه الى المجهول، فيباع ويشترى من تجار الحروب والمؤامرات.
كما أن محدود التفكير يقاد بسهولة، ويتم التأثير عليه في توجيهه لانتخاب المرشح الطائفي المتعصب أو المرشح القبلي المعارض على الخير والشر، أو المرشح العنصري الذي يفتت المجتمع. لعن الله الجهل ولعن معه التعصّب، فالتعصب يذهب العقل والحكمة معه، والجهل ليس له دواء إلا المزيد من العلم والانفتاح، فنحن نشاهد ونسمع كيف تحمّس كثير من شبابنا الجاهل لقضايا ومقترحات وممارسات خطيرة على أوضاع الوطن الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وعلاقتنا الخارجية مع دول أخرى، ومشكلاتنا مع هؤلاء الشباب المتعصب الجاهل المشوش تفكيره خلط الحق بالباطل بسبب تبعيته لزعامات سياسية تؤثر عليهم بكاريزميتها، بينما هذه الزعامات فاشلة بكل المقاييس، فلا يرجى خير منها، فلو كانت هناك جهات ذات خبرة ومصداقية لتقييم أداء هؤلاء الزعماء الفاشلين لاكتشفت أنهم من أسوأ السياسيين لتوريط الوطن باقتراحات مدمرة لاقتصاده وديموقراطيته وحريته وإثارة الفتن بين شرائح المجتمع ومكوناته، وهم السبب الرئيسي، بعد ضعف السلطة، في تعثر التنمية وتعطلها في الكويت.
***
أفرزت نتائج انتخابات مجلس الأمة 2012 واقع المجتمع الكويتي الذي أظهر وبيّن أن الأغلبية فيه هي التوجهات المحافظة المتدينة، كما أن هناك مجاميع من الشعب تدعم العنصرية والطائفية والفزعة القبلية وتشجّعها، وإن كان ما يثير الارتياح ويعطي شعوراً بالتفاؤل هو رفض مجاميع من أبناء قبائل أهل الكويت ومعارضتهم الانتخابات الفرعية، وهذه خطوة كبيرة جدا تدل على وعي شباب الكويت من أبناء القبائل.
>>>
واضح أن ديموقراطيتنا القاصرة لن توصّلنا الى ما نبغيه ونتطلع إليه من تقدم وازدهار لإصلاح أساليب الادارة والتشريع وتطويرها، وسنختار إن لم تكن الوجوه نفسها، فقد تكون وجوها أخرى إنما بالأساليب والأفكار والممارسات نفسها.
مللنا تصيداً، مللنا تشكيكاً، مللنا تقصيراً وإهمالاً، مللنا جدالا ونجرة، سئمنا التصعيد، لقد زهقنا وأحبطنا بسبب تخبّط كل من الحكومة والنواب الذين همهم دغدغة مشاعر الشعب على حساب مستقبل الوطن وتطويره وإصلاحه.
***
لقد أضاعوا الكويت
النيران تكاد تلتهم الوطن، والانحدار مستمر، ولا أحد يستمع إلى تحذيرات ودراسات قدّمها خبراء في جميع المجالات والقطاعات، لا حكومة ولا نواب ولا سلطة، أين شيمتهم ومروءتهم؟
هل هي مؤامرة بين نواب وحكومة وسلطة لتخريب الكويت؟
فلو كانت لديهم ذرة واحدة من الإخلاص والصدق والنزاهة، لما قبلت ضمائرهم وكرامتهم بأوضاعنا المتردية. هل فقدوا الشهامة والمروءة والتضحية من أجل الوطن بسبب تخبطهم، من أجل مصالحهم والبقاء على زعامتهم ومناصبهم وكراسيهم وشعبيتهم، فلا مانع لديهم من حرق الوطن ومستقبل أبنائه؟
● حسبي الله عليهم، خربوا أحلى بلد في العالم يوم قبل النفط وهي إنتاجية أهلها عالية والكل بخير وأمان، «واليوم عفسونا عفيسه ما لها أول من آخر».
تعليقات