فاشية الأغلبية
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2012, 1:15 م 1190 مشاهدات 0
الفاشية نشأت في ايطاليا في عشرينيات القرن الماضي على يد موسليني بسبب تهالك الدولة وتعرض اقتصادها لنكسات واضرابات العمال وتذمر الشعب من الملك وضعف سياساته اتجاه الدولة فقاد موسليني حركة شبابية لاحتلال روما فرضخ الملك لمطالب موسليني وشكل حكومة وكانت بداية بزوغ نجم الفاشية.
ان ازمات الكويت التي حدثت في السنوات السابقة كانت بسبب ضعف رئيس الوزراء السابق في ادارة السلطة التنفيذية مما ادى الى احباط عام في صفوف الشباب المتطلع الى المستقبل بسبب العبث الكبير الذي حصل في الدولة من تلاعب في المال العام وتوزيع الهبات والمناصب على الموالين فأدى ذلك الى نشوء حركات شبابية تطالب بالاصلاح وتصحيح المسار بسبب خوفهم من المجهول وساعد في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي وسرعة انتقال المعلومة وتدفقها الى اكبر عدد خلال لحظات.
لقد وجد الشباب انفسهم في موقع لم يكن يتوقعون انفسهم فيهم قبل سنوات ولكن الامور اتجهت الى ان ينزلون الى الساحات لكي يوصلون رسالة لتصحيح المسار ولكن للاسف السلطة لم تتحرك في حينها وانتظرت الى ان تفاقم الوضع واصبح الشباب من عشرات الى آلاف وكان الشباب بدون خطاب واضح او مطالب محدده او قائد يقود المجاميع فقام بعض الشباب في مبادرة لتشكيل حزب منظم او مجموعه منظمة لكي تقود الشارع , فلم يحصل ذلك بسبب تزايد الاعداد نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر السور الخامس وكافي ونريد والعدالة الدستورية , ولكن للاسف لم تتفق في ما بينها على قيادة مشتركة وكان الاختلاف واضح بينها, وهنا برز دور الحركات النخبوية كما يطلق عليها مصطلحاً في النزول للشباب وقيادتهم بما يملكون من تنظيم وامكانيات ادارية وكان الاتفاق بينهم على تشكيل حركة (نهج) وهي خليط بين السلفية العلمية والحركة الدستورية والتكتل الشعبي وقاموا في توحيد المطالب والتي كانت في ظاهرها مطالب الشباب وهي الاصلاح وفي باطنها اسقاط حكومة ناصر المحمد والحصول على اغلبية برلمانية في المجلس وهو ماحصل بعد عدة محاولات. عودة على الفاشية فاننا نستذكر هنا ماذا حدث بعد بزوغ نجمها فقامت في فرض نفسها بالقوة وقامت في محاربة اي معارض لها واصبحت هي النخبة الحاكمه وكانت تقرر مصير الامة في نظرها ان الشعوب ليست مؤهله لتقرير مصيرها فيجب علينا ان نكون الوصي على المجتمع فسقطت الفاشية ولم تقم لها قائمة. فاذا ارادت الاغلبية البرلمانية الحالية ان تستمر فيجب عليها ان تكون واعية لذلك ولا تحاول ان تنفرد في تقرير مصير الامة ويجب عليها ان تكون في بوتقة واحدة مع الحركة الشبابية وان تعرف مطالبهم وان تنفذها لانهم هم من قاد المسيرة الاصلاحية وعلية يجب عليهم عدم الانفراد بذلك.
تعليقات