'حدس' وراء الفشل الذريع للأغلبية.. هكذا يعتقد الجاسر
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2012, 12:55 ص 1041 مشاهدات 0
الأنباء
رؤى كويتية / الأغلبية و'حدس' والشعب الحر
باسل الجاسر
اجتماع الأغلبية يوم الاثنين الماضي وفشله الذريع كانا بمثابة إعلان شهادة وفاة هذه الأغلبية شعبيا.. بيد أن حدس والتي كانت تحرك هذه الأغلبية من خلف الستار وتقودها بما تملكه من أكثرية داخلها ومجاميع شبابية بسبب استحواذها على اتحاد طلبة الجامعة وغيره من اتحادات وجمعيات تعاونية تأتمر بأمرها كانت هي السبب الحقيقي لهذا الفشل.. فمنذ إعلان نتائج الانتخابات في 2012 وقبيلها بقليل قامت حدس بتطوير مطالبها التي كانت مرفوعة في «الإرادة» أثناء الانتخابات وأهمها قضيتا القبيضة والتحويلات إلى ما سمي بإعلان «نهج» وكانت المطالب كالآتي: قوانين كشف الذمة المالية، حماية المبلغ عن الفساد، تجنب تعارض المصالح، مكافحة الفساد، استقلال القضاء، هيئة الانتخابات.. إلا أنهم وخلال أربعة أشهر بالمجلس لم يقدموا أيا منها وتقدموا بما يناقضها مثل تعديلات لقوانين القضاء لإضعافه.. حتى إن رئيس مجلس القضاء وجه رسالة اعتراض على هذه التدخلات.. إلا أن «حدس» وبدل أن تنفذ الالتزامات المعلنة للكتلة أخذت تطور مطالباتها لتتبناها الأغلبية «عمياني» فأكثرهم يريد الشعبية والنجاح بالانتخابات بغض النظر عن الخسائر التي سيتحملها الوطن.. فذهبوا للإمارة الدستورية والحكومة الشعبية ولإضفاء صبغة شبابية وشعبية تم استحضار تجمع شبابي سموه «حدم» أثناء تجمعات «الإرادة» فأحيوه لعرض طلبات «حدس» ولكن باسم الشباب الذين عرضوا خارطة طريق واضحة المعالم للوصول لهذه المطالب التي هي في الواقع تؤدي إلى تدمير نظامنا الدستوري ليس عن طريق الانقلاب العسكري أو الشعبي وإنما عن طريق تدمير النظام الدستوري والقضائي. وعندما واجه هذا المطلب «حكومة شعبية» برفض شعبي عارم قاده أخيار الكويت خرج بعض نواب الأغلبية يعلنون رفضهم للحكومة الشعبية رغم إصرار «حدس» التي تمثل أكبر كتلة بالأغلبية حتى وصلنا إلى ما شاهدناه مساء الاثنين الماضي من سقوط الأغلبية المدوي.
وواقع الأمر فإن «حدس» وكتلة الأغلبية لم يدركوا السبب الحقيقي للشعبية التي تمتعوا بها منذ تجمعات ساحة الإرادة التي تأسست على واقع أن الشعب الكويتي الحر يرفض السرقة والفساد وقد صدق كذبهم في ان هناك قبيضة وتحويلات وصدق أن هناك مستندات ستأتي بالمجرمين فوفروا الدعم الكامل للأقلية آنذاك في مواجهة «الفاسدين» بالحكومة والمجلس وصدقوا أنهم مصلحون ويحتاجون الدعم الشعبي.. وخصوصا ما رفعوه من شعارات براقة في مكافحة الفساد.. فوفروا لهم الدعم الشعبي ليس حبا في أشخاص أو تيارات وإنما دعما للإصلاح ومكافحة للفساد والفاسدين فتحقق للأغلبية نجاحا ساحق لم يتوقعه أشد متفائليهم.. وانتظر الشعب الداعم الإصلاح المنشود فلم ير قبيضا واحدا مدانا؟ وشاهدوا براءة من محكمة الوزراء بالتحويلات؟ وشاهدوا شعارات «نهج» البراقة تتراجع وتنسى وتستبدل بقانون أحزاب وتعديلات دستورية لم تذكر لا في «الإرادة» ولا أثناء الانتخابات حتى وصل الأمر ليسمعوا أنهم يريدون 9مقاعد وزارية وشاهدوا هجمة لتدمير سلطة القضاء التي تتمتع باحترام بل وتقديس لدى الشعب الكويتي.. فانقلبت أغلبية الشعب التي كانت تؤيدهم من دعمهم إلى مقاطعتهم ورفض أطروحاتهم المستجدة.. ولو أدركوا الحقيقة لما قاموا، بما قاموا وهي أن أغلبية الشعب ليست ملكا لهم أو عبيدا عندهم وانما هي أغلبية تدعم الإصلاح وتأخذ على يد الفاسدين.. وتأكدوا أن قيام الأغلبية بالكذب على الشارع هو في الواقع فساد.. والتعهد بأولويات واستبدالها بمجرد النجاح في أولويات أخرى تخالفها هو فساد.. وحمايتهم لفساد بالداو والتأمينات والأوقاف جعلت من كتلة الأغلبية صولجان وسيف الفساد وراية فجره.. كما أن انصياع الأغلبية خلف «الإخونجية» لتحقيق أهدافهم المشبوهة مثل شبهة الخيانة للوطن وأهله.. فتحولت أغلبية الشعب الكويتي عنهم وتركتهم في خلافاتهم يعمهون.. وفي هذا المقام أتقدم لكل مواطن كويتي شريف دعمهم للإصلاح وتحول عنهم وذرأهم عندما شاهد فسادهم وانحاز للكويت ودستورها واستقرارها.. بقبلة أطبعها على محياه احتراما وإعزازا لوطنيته وقدرته على التمييز بين الغث والسمين.. وأعلن إعجابي وسعادتي بالدرجة المتقدمة من الوعي التي تحققت وبروز أولى علامات ظهور الرأي العام المستنير الذي سيكون الدافع الحقيقي والضامن لتقدم وازدهار ورفعة الكويت حاضرا ومستقبلا... فهل من مدكر؟ !
تعليقات