ما حدث في مصر سنة 1967 يتكرر اليوم في الكويت.. برأي الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 1659 مشاهدات 0


الكويتية

صباحو  /  'أفه أحه لا تتنحى..'

عبد الرازق الشايجي

 

بعد هزيمة 1967، أو ما تعارف عليه بسنة النكسة، ظهر عبدالناصر على شاشة التلفزيون بوجه حزين معلنا تنحيه عن رئاسة الجمهورية ومعترفا بمسؤوليته عن الهزيمة التي لحقت بالجيش المصري. وكان مما جاء في خطابه «إنني أتنحى عن رئاسة الجمهورية وأعود إلى صفوف الجماهير..» وكان الضباط الأحرار والاتحاد الاشتراكي بالتعاون مع المخابرات المصرية قد أعدوا العدة وحشدوا الحشود قبل خطاب التنحي، وما إن انتهى الخطاب حتى انطلقت الملايين إلى منشية البكري بالقاهرة حيث يقع بيت عبدالناصر وهي في حالة هياج وصراخ رافعة اللافتات المعدة سلفا وهي تهتف «نحن اخترناك يا جمال يا حبيب الملايين»، واستمرت الجماهير تتدفق من كل حدب وصوب حتى اليوم التالي، وكان ممن تظاهر مجموعة من راقصات الهرم الذين رددوا في تظاهراتهم عبارة «أفه أحه لا تتنحى».. فما كان من عبدالناصر إلا أن استجاب للجموع وأعلن في اليوم التالي بأنه سوف يبقى على كرسي الرئاسة لحين انتهاء فترة رئاسته، ليأتي الدور على الإعلام ليرسم عمالقة الصحافة كمصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور وغيرهم بأقلامهم المشهد الإعلامي المتناغم مع المشهد السياسي.
• ما حدث في مصر سنة 1967 ها هو يتكرر عندنا في الكويت، ففي 20/ 6/ 2012 وما إن أعلنت المحكمة الدستورية عن حكمها بحل مجلس 2012 وإعادة مجلس 2009 إلا ورأينا الحشود «إياها» تجتمع مساء يوم صدور الحكم في ساحة الإرادة، وبصورة كأنها عفوية ولافتات معدة سلفا معلنة تأييدها للحكم ومهاجمة لأغلبية مجلس 2012، ليأتي دور الإعلام ليبرز هذا التجمع المهلل وكأنه رأي أهل الكويت، ولأجل اكتمال فصول مسرحية نكبة 2012 ظهرت لنا مجموعة «أفه أحه لا تتنحوا..»، فبعد أن أعلن بعض النواب المرتزقة عن انسحابهم من المشهد السياسي ما لبثوا أن تراجعوا عن قرارهم بعد أن «زفهم» معازيبهم.. وكل «زفة» وهم بخير!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك