'غير مبرر'.. علي الفيروز واصفاً الهجوم على الإخوان المسلمين

زاوية الكتاب

كتب 1114 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  الهجوم على جماعة الإخوان

علي محمد الفيروز

 

منذ الاعلان رسميا عن فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية المصرية وخوضه في مرحلة انتخابية رئاسية عظيمة ونادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الشعب المصري منذ زمن بعيد والحرب الإعلامية مشتعلة ضد «الاخوان» المسلمين من دون مبرر!
ولعل الجدل الدائر حول اعلان النتيجة الرئاسية الأولى ومدى التشكيك فيها لتتم إعادتها كانت اول الخطوة ثم تلاها موعد ومكان القسم الرئاسي الى ان جاء حسم الموقف من الرئيس المنتخب د. محمد مرسي لينهي هذا الجدل من خلال التقائه بالشعب المصري المعتصمين في ميدان التحرير وادى القسم الرئاسي في المحكمة الدستورية، ثم ألقى كلمة العرس الرئاسي ايضا في قاعة جامعة القاهرة في اليوم نفسه، لتسلم بعدها مهام عمله الرئاسي وهي مهام متعبة ولا يستهان بها في ظل الظروف الراهنة «الصعبة» التي يعشها الشعب المصري والشعوب العربية الاخرى.
ففي اعتقادي ان الوقت ليس مناسبا لإثارة الجدل حول جماعة الاخوان وكيفية خوضهم مجال السياسة والتخوف من المستقبل، بل ما يجب الحديث عنه هو حول المرحلة المقبلة مع المجلس العسكري ونوعية فريقه الرئاسي والعمل على تشكيل الحكومة المقبلة ورئيسها، والحديث عن نوعية اختيار تولي حقائب المحافظات، حتى نحكم بعد ذلك على معطيات المرحلة المقبلة لمصر، كما يتوجب على الرئيس المنتخب فتح ابواب كثيرة لطرقها والولوج فيها بغية التعامل معها بحذر شديد وبروح تعاونية مع الجميع لمعالجتها معالجة صحيحة، وهي بالطبع خطوات تتطلب حصوله على صلاحيات قانونية ودستورية «كاملة» حتى تخوله التعامل مع اهم ملف وهو شؤون الدولة السياسية والاقتصادية والامني وغيرها. ومن هنا يجب الحديث عن كيفية تصحيح الاوضاع السياسية وتحديد صلاحيات الرئيس المنتخب في ظل الفراغ الدستوري، فالأوضاع الراهنة تستوجب وضع إعلان دستوري ليكون مكملا لصلاحيات الرئيس الجديد، واعني هنا ان مصر بحاجة الى تنقيح الدستور ليكون مناسبا لإدارة الرئيس الجديد محمد مرسي، وذلك لحل الاشكالية التي تعيق بعض الاعمال القيادية في الدستور منذ تأسيسه، كما ان للإرادة الشعبية مجموعة مطالبات تستوجب الالتفات اليها مثل حقوق وصلاحيات الرئيس الجديد. ما نراه اليوم ان هناك حملة مغرضة على جماعة الاخوان في مصر منذ نجاح الرئيس المنتخب د. محمد مرسي الذي ينتمي الى حزب الحرية والعدالة، ولا نعلم اسبابها وما الغرض منها، وحتى لا نظلم هؤلاء علينا ألا نستبق الاحداث بهذه السرعة من اجل اثارة الرأي العام المصري وتشويه صورة الاخوان الذي ينتمي اليهم سعادة الرئيس الجديد من دون اعطائهم الفرص المناسبة للإنجاز من جميع النواحي التي تهم البلاد، هذا وقد اثير موضوع جماعة الاخوان في الكويت ايضا في كيفية خوضهم الانتخابات البرلمانية وسيطرتهم على المقاعد السياسية في الحكومة والبرلمان لتشويه صورتهم الحقيقية من دون ان نرى شيئا مخالفا للواقع السياسي او ننظر الى انجازاتهم السياسية الايجابية فلننظر الى نتائج الانتخابات الاخيرة ونحترم الرغبة الشعبية في صناديق الاقتراع التي افرزت نواب جماعة الاخوان تحت مسمى «الحركة الدستورية الاسلامية - حدس» او نلقي الضوء على الوزير النائب السابق المهندس محمد العليم كيف وقف صامدا امام الحملة التي اطلقت على قضية الداو كيميكال ودافع عنها بشراسة لمصلحة الكويت، والآن ماذا استفادت الكويت غير دفع التعويضات والغرامات التي كلفت الكويت المليارات من الدنانير بسبب التراجع عن القرار والاستعجال في اتخاذ امر الانسحاب من دون النظر الى فوائدها على الكويت في عملية الشراكة.
فإذا ماذا نستفيد حينما ننتقد جماعة الاخوان بين الدول العربية والخليجية؟ أليس الرئيس الدكتور محمد مرسي فاز في اول انتخابات رئاسية مصرية بنسبة 51.73 في المئة على منافسه الآخر شفيق بامتياز واعتباره فوزا ساحقا مستحقا في لحظة تاريخية؟ ان الرئيس المنتخب محمد مرسي يمتلك كاريزما خاصة وشخصية فريدة وتواضعا كبيرا ربما لأنه درس وقضى سنوات عمره في الولايات المتحدة الاميركية وتخرج فيها الى ان حصل على الدكتوراه حتى عرضت عليه الجنسية الاميركية ورفضها لإيمانه القاطع بأن بلده مصر احق منها، وبالتالي عليه العودة لانتشال مصر من فساد الرئيس المخلوع حسني مبارك وخصوصا فيما يتعلق بموضوع الحكم، ولعلنا رأينا كيف صلى وبكى الرئيس المنتخب في خطبة صلاة الجمعة حينما تحدث خطيب الازهر عن فضل الجامع الازهر في حماية مصر ضد الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، وكيف كان مشايخة قادة للثورة المصرية السابقة على ثورة يناير! والسؤال الذي يطرح هنا: ما مستقبل مصر امام الصراع القائم بين الاخوان والمؤسسة العسكرية، ترى هل ستعود هذه المؤسسة لفرض هيبتها جراء اي صدام قد يحدث بينها وبين جماعة الاخوان؟
نتمنى ازالة هذا الصدام الذي ربما سيخلف وراءه الكثير من المشكلات والحرب الكلامية، لذا يرجى احترام دستور العام 71 والدستور الجديد الصادر للعام 2011 والذي ينص على اعتبار رئيس الجمهورية هو القائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو الذي يعلن الحرب بعد موافقة مجلس الشعب، وهذا تفويض من الشعب نفسه وليس منحة من احد، ولكن هناك من ينظر الى الاخوان والرئيس الجديد على انهم اكثر توحشا من الحزب الوطني وان حكمهم خطر على الشعب وهذه نظرة خاطئة، اي باعتبار نجاح الدكتور مرسي سيعقبه خطورة تولي الاخوان الحكم وفي توظيف مجلس الشورى والحكومة والرئاسة لخدمة الاخوان فقط!
يجب احترام نتائج الانتخابات الرئاسية في الجولتين الاولى والثانية او على الاقل احترام ارادة الشعب وارادة الصناديق، ففي النهاية الشعب المصري لم يختر الفلول ولكنه اختار العسكر والاخوان، وكفى تلفيقا التهم والاقاويل المرسلة على جماعة الاخوان من دون دليل، فتكرار سيناريو المطالبات الفئوية من الفلول قد تزرع الفتن والهدف منه اظهار الرئيس محمد مرسي في مظهر العاجز عن تحقيق طموحات الثورة ومطالب الجماهير الشعبية، غير ان الرئيس المنتخب سرعان ما حسم الموقف بتحقيق المطالب من اجل تحقيق الامن والأمان.
... فيا شعب مصر المجيد: اعطوا الفرصة للرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي لتحقيق مطالبكم بدءا بتشكيل اعضاء الحكومة الجديدة وانتهاء بعودة مجلس الشعب المنحل بحكم القضاء، ويبقى السؤال هنا: لماذا لا تكون هناك نوايا وطنية صادقة تسعى نحو تجميل صورة ومستقبل مصر التي اشرق نورها من انتخاب رئيسها الجديد؟!
ولكل حادث حديث

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك