5 أسباب تجعل المستثمرين يرابطون على مكاتبهم هذا الصيف بقلم جيليان تيت
الاقتصاد الآنيوليو 7, 2012, 2:23 م 685 مشاهدات 0
تقوم العديد من المجموعات الاستثمارية الأمريكية الكبرى، مثل فيديلتي ونرثرن ترست، بمراجعة خطط الإجازات السنوية للعاملين بها، فما السبب في ذلك؟ حتى الآن، ومع ارتفاع درجة حرارة الصيف، لا تزال الأسواق المالية تعيش فيما يبدو حالة من الهدوء النسبي.
إلا أن المشكلة التي تثير قلق العديد من المؤسسات الاستثمارية تتمثل فيما يمكن تسميته ''لعنة الصيف''، وذلك لأن حجم التداولات ينخفض خلال أشهر الصيف، ويبتعد الرؤساء والمديرون عن مواقعهم، ما قد يتسبب في انحراف الأسواق وربما توجهها نحو الاتجاه الخطأ.
و''لعنة الصيف'' هذه ليست قضية نظرية. فحينما نفكر فيما حدث عام 1998 (الأزمة الروسية وأزمة صندوق التحوط لونج تيرم كابيتال مانيدجمينت)، وفي عام 2007 (تجمد سندات الرهن العقاري وأسواق المال)، وعام 2008 (الأزمة التي أدت إلى كارثة ليمان براذرز)، هذا كله يدعونا إلى العودة إلى الوراء والتفكير فيما شهدته الأسواق خلال العام الماضي، المتمثل في مأساة أزمة منطقة اليورو والديون الأمريكية.
وهذا ما يجعلنا نتساءل هل سيقبل علينا هذا الصيف لزجاً مرة أخرى؟ على المستوى الشخصي يحدوني شعور غريب بأن ذلك قد يحدث؛ لأن الأسواق لا تزال تعاني خمس قضايا مزعجة هي:
أولا، أزمة منطقة اليورو: فقد شهدت الأسواق هذا الأسبوع نوعاً من التحسن، وبدا أنها تلتقط أنفاسها من خلال ما عرضته خطة إنقاذ منطقة اليورو، إلا أن لاري سمرز، وزير الخزانة الأمريكي الأسبق، صرح خلال احتفال ''أفكار آسبن'' الأسبوع الماضي، بأن الخطة الأخيرة منحت منطقة اليورو ''قليلا من الوقت'' فقط لتعيد هيكلة خططها على المدى الطويل، ولا يزال الوضع خطراً يكتنفه عدم الوضوح، ولا ندري إذا كان من الممكن تحقيق ذلك أم لا. وفي الوقت الحالي تكلفة تمويل إيطاليا وإسبانيا لا تزال عالية، وهناك العديد من مؤشرات متزايدة على آلام اقتصادية منتظرة (استشهاداً بإحصاءات معدلات البطالة المرتفعة الصادرة هذا الأسبوع)، وقد يصاب المستثمرون بالفزع مرة أخرى إذا ما كانت هناك علامات على حدوث ضغوط بنكية، أو أزمات سياسية جديدة. مثلا، الانتخابات الهولندية المقرر عقدها في أيلول (سبتمبر) قد تسلط الضوء على مستويات مرتفعة من الضيق بعمليات الإنقاذ، ومن ثم صعود التطرف السياسي ـ حتى في هولندا التي يفترض أنها ''عقلانية''.
ثانيا، سياسات وديون الولايات المتحدة الأمريكية: لا يتوقع أي شخص أن يقدم مرشحو الانتخابات الرئاسية أنفسهم في جو حافل مبهج. فكل من ميت رومني وباراك أوباما يسعى إلى إبراز الوجه المطمئن، إلا أن الجو السياسي المحيط بكليهما يعكر بركة السياسة التي يعتزمان خوض مياهها، خاصة أن المستثمرين يعيشون في حالة جديدة من القلق حول ما يتعلق بمسألة الديون، وهذا ما يستوجب طرح سبل لإيقاف تهاوي الولايات المتحدة وإنقاذها بعد أن اقتربت من شفا جُرف مالي (مثلا، الوصول إلى سقف المديونية، ووضع معايير أكثر تحررية وجرأة)، وما يدفعنا لهذا القول هو ما جاء في تصريحات ديك رافيتش وبول فولكر، وكلاهما خبير مالي يحظى بالاحترام والتقدير، حول الحالة المالية للولايات المتحدة التي وصفاها بأنها قد تكون صادمة.
ثالثا، تباطؤ الصين: ظل المستثمرون يعدون أنفسهم على مدى أشهر لنمو دون مستوى 8 في المائة في الناتح المحلي الإجمالي للصين، إلا أنه لم يعد من الواضح إذا ما كانوا قد أدركوا مغزى هذه النسبة أم لا. فللحظة بدا الأمر وكأن هناك صفقة كبرى ستشهدها الأسواق العالمية، ما أدى إلى تفاؤل الكثير من المستثمرين الذين أملوا في أن يمتطوا ظهر الاقتصاد الصيني في وقتنا الحالي، إلا أن الحقيقة على أرض الواقع أشارت إلى أن عام 2012 لا يزال غامضاً أمام أعين المستثمرين الغربيين، مثلما كان الحال عام 2006 فيما يتعلق بقطاع الرهن العقاري في الولايات المتحدة.
رابعا، فضيحة الليبور: تسببت الفضيحة في اضطراب بنك باركليز (وكذلك بنك إنجلترا)، ما قد يضطر البنوك الأخرى إلى إجراء تسويات وتغييرات إدارية، أو مواجهة اتهامات جنائية في حالة توافر أي أدلة على تورطها في الأسواق الأمريكية. وفي أحسن الأحول، هذا الأمر يهدد بمزيد فقدان الثقة من جانب الجمهور في القطاع المالي. وفي أسوأ الأحوال قد يؤدي إلى نقص السيولة والصدقية- تماما في وقت تمس فيه الحاجة إليهما.
خامسا، الألعاب الأولمبية: عندما قررت بريطانيا أن تنظم الألعاب الأولمبية عام 2012 فكر القائمون على الأمر فيما إذا كانت البنية التحتية المتهالكة الخاصة بالنقل في لندن ستكون في المستوى. لكن السؤال الذي لم يطرحه أحد هو الخطر المحتمل من إغلاق جزئي للحي المالي الذي يعد أكبر مركز لتداولات الصرف الأجنبي في العالم. وتقول البنوك إنها أعدت خطة متكاملة للتغلب على مشكلة أن معظم المتداولين لن يكون بإمكانهم العمل خلال هذه الفترة، إلا أن بنك إنجلترا أعلن هذا الأسبوع أنه سيوقف مزادات سندات الخزانة المضمونة خلال هذا الصيف بسبب ضعف محتمل في النشاط. وهذا أمر غير مشجع.
وبالطبع، إذا ما استمر القادة الأوربيون في وضع ضمادات جديدة على جرحهم الملتهب، وإذا ما استمر الساسة الأمريكيون في توجيه الإشارات المطمئنة نفسها عن الديون الأمريكية، وإذا ما واصلت الحكومة الصينية حفز اقتصادها، حينها لن تكون هناك حاجة لأن يقلق أي شخص بشأن المشكلتين الأخيرتين؛ ويستطيع المتداولون وصناع السياسة الذهاب إلى شواطئهم، وفيلاتهم، وقواربهم لمشاهدة الألعاب الأولمبية من هناك. لكن هذا يتوقف على عدد من ''لو''، وهذا بالطبع دون حتى مجرد التفكير في المشاكل الدائمة في الشرق الأوسط.
لا تقل إن أحدا لم نحذرك، ومن الأفضل أن تتأكد من البلاكبيري، أو الأيفون خاصتك يعمل جيداً على الشاطئ.
تعليقات