السعودية عضوا في مجلس الأمن

زاوية الكتاب

كتب 2344 مشاهدات 0

المحامي سعد مشرف

وقـِّع ميثاق الأمم المتحدة بتاريخ 26 يونيو عام 1945 في سان فرانسيسكو في ختام مؤتمر الأمم المتحدة الخاص بنظام الهيئة الدولية وأصبح نافذاً في 24 اكتوبر 1945 ، وبعد 18 عاماً وتحديداً في العام 1963 تم تعديل بعض مواد الميثاق 'ومنها مانريد التطرق له' وهي المادة 23 والتي تنص على زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن من أحد عشر عضواً الى خمسة عشر عضواً، على ان يكون لجمهورية الصين، وفرنسا، واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية أعضاء دائمين فيه ، اي انها 5 مقاعد على ان تنتخب الجمعية العامة عشرة أعضاء آخرين من الأمم المتحدة ليكونوا أعضاء غير دائمين في مجلس الامن.

الى الآن لم يوفق مجلس الأمن في حفظ الامن والسلم الدوليين ، ومن الواضح ان هذا التعديل وان كان ناقصاً الا انه جاء لهذا السبب حيث يعتبر هذا التعديل محاولة فاشلة لمسايرة ظروف واقع ذلك الوقت وحاجة العالم لمجلس فعال يمثل كافة قاراته وبمختلف انظمته ، جاء هذا التعديل ليصدق عليه من قبل الجمعية العامة وهو لايزال يتضمن انتقاصاً من حقوق الدول النامية وتحصين لمن يطمع في الاعتداء عليها وسلب ثرواتها دون اي اعتراض ، فحال وصول اي امر لينظره مجلس الامن الدولي فأن اعضائه لا محاله يتقاسمون ويتساومون فيما تبقى من كعكة هذه الدولة النامية مقابل صدور اي قرار يتعلق بأمنها ، اي انه لم ينجح في حفظ امننا وسلمنا بل نجح في نهب وسلب ثرواتنا والاعتداء على حقوقنا فنحن جزء كبير من هذا العالم.

ومن يلومهم اذا كانت الدول النامية ذاتها لاتضع اعتبارا لتعديل هذا النظام الجائر فلهم ان يسرقوا ولهم ان يضربوا ولهم ان يسقطوا كافة المبادئ حال تعاملهم معنا ، فبيد الدول النامية 'وهي تعلم' داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ان تعدل من هذا الميثاق وتضع حداً للظلم الواقع عليها وتبادل الادوار في نهب ثرواتها ، حيث تنص المادة 109-1 على انه يجوز عقد مؤتمر عام من أعضاء الأمم المتحدة لإعادة النظر في هذا الميثاق في الزمان والمكان اللذين تحددهما الجمعية العامة ، فلما لاتقوم الدول النامية بالتنسيق فيما بينها لتضع تعديلاً للمادة 23 المتسببه بتوالي ازمات العالم!!

قبل اكثر من 65 عاماً تم تقسيم المقاعد الدائمة طبقاً لقواعد فاشلة وهي ولاية القوة لا التوزيع العادل فبتعد مجلس الامن عن هدفه الاساسي حفظ الامن والسلم الدولي ، حيث تم تخصيص شرق اسيا للصين ، واوروبا قسمت على ثلاث اجزاء جزء تمثله فرنسا وجزئ يضاف اليه استراليا وكندا يقدم للملكة المتحدة ويتبقى جزء اوروبي مع غرب اسيا يكون للأتحاد السوفيياتي ، وتكون اميركا الاتينية طبق تنفرد به الولايات المتحدة ، وبعد سنوات ليست طويلة اختلفت موازين القوى لتزيد من شهية بعض الدول لنرى مجلس الامن كما هو عليه الان ، هدفه الظاهر حفظ السلم والامن الدولي وباطنه ما اسفر عنه التطبيق العملي اطار عام لسلب خيرات الدول النامية واخضاعها بطريقة منظمة ، وتقسيمها فيما بين عصابة الخمسة الكبار.

نحن الآن على ابواب العام 2013 والعالم احوج مايكون الى تعديل المادة 23 واصلاح مجلس الامن في اعادته لتحقيق الهدف الاساسي حفظ الامن والسلم الدوليين عن طريق اضافة مقعدين دائمين يخصص الاول منهما للمملكة العربية السعودية وهي تمثل الدول العربية والاسلامية والشرق اوسطية ، ومقعد آخر يكون لجنوب افريقيا تمثل به القارة الافريقية بأختلاف انظمتها لتكون هي الغائب الحاضر في هذا العالم.

عصابة خماسية يجب الا تسلب قرار وثروات العالم!!

المحامي/ سعد مشرف اللميع

الآن: رأي- سعد مشرف

تعليقات

اكتب تعليقك