المسلمون في بورما برأي عصام الفليج مستهدفون وليس لهم إلا الله

زاوية الكتاب

كتب 28826 مشاهدات 0


الوطن

آن الآوان  /  لماذا المسلمون فقط يبادون.. أراكان نموذجاً!

د. عصام عبد اللطيف الفليج

 

قليل منا يعرف اقليم «أراكان» الواقع غرب بورما (ماينمار)، والتي تقع بين الهند وتايلاند، ويبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، منهم أكثر من %15 مسلمون، يتركز نصفُهم في اقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة، وولاية أراكان عبارة عن شريط ترابي ضيق يقع على خليج البنغال.
وقد وصل الاسلام الى أراكان في القرن السابع الميلادي، وأصبحت أراكان دولة مسلمة مستقلة، حتى قام باحتلالها ملك بورما البوذي «بوداباي» عام 1784م، وهدم المساجد والمدارس، وقتل العلماء والدعاة.
وفي عام 1942م تعرض المسلمون لمذبحة وحشية كبرى من قبل البوذيين «الماغ»، راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، أغلبهم من النساء والشيوخ والأطفال، وشردت مئات الآلاف.
وتعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج البلاد بين أعوام 1962م و1991م، وتم تهجير حوالي 1.5 مليون مسلم الى بنغلادش في أوضاع قاسية جداً.
لذا.. تعتبر الأقلية المسلمة في بورما بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما.
ولما دخلت الديموقراطية بورما، حصلت ولاية أراكان ذات الأغلبية البوذية الماغية على 36 مقعداً في البرلمان، أعطي منها 33 مقعداً للبوذيين الماغ و3 مقاعد فقط للمسلمين، ومع ذلك لم تعترف الحكومة الديموقراطية التي مازالت في قبضة العسكريين الفاشيين بالعرقية الروهنجية المسلمة الى الآن، على الرغم من المطالبات الدولية المستمرة.
وقبل شهر تقريبا أعلنت الحكومة بأنها ستمنح بطاقة المواطنة للروهنجيين في أراكان، فبدأ الماغ باحداث فوضى في صفوف المسلمين ليصوروهم على أنهم ارهابيون، مع غياب الاعلام الخارجي كلّيّاً، ومازال المسلمون يعيشون أوضاعا مأساوية، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الاقليم الى حرب شاملة ضد المسلمين، وبدأت تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة مناطق المسلمين، وتحرق وتدمر مئات المنازل، وقتلوا قبل أيام 10 من دعاة بورما المسلمين من كبار السنّ بعد عودتهم من العمرة، فاجتمع على ضربهم وقتلهم قرابة 450 من الماغ، حيث تم ربط أيديهم وأرجلهم، ثم انهالوا عليهم بالضرب المبرح بالعصي على وجوههم ورؤوسهم، وقد فقئت أعينهم وكسرت جماجمهم وخرجت أدمغتهم وسحبت ألسنتهم. ولتبرير جريمتهم زعموا كذبا وزورا ان أحد المسلمين اغتصب فتاة بوذية وقتلها. وكان موقف الحكومة متواطئاً مع البوذيين، حيث قامت بالقبض على 4 من المسلمين بدعوى الاشتباه بهم في قضية الفتاة، وتركوا القتلة الـ450 طلقاء!!
وفي يوم الجمعة التالية لهذه الحادثة (2012/6/3م) أحاط الجيش بشوارع المسلمين تحسبا لأي عملية مظاهرات في مدينة «مانغدو»، ومنعوا المصلين من الخروج دفعةً واحدة، وأثناء خروجهم قام الرهبان البوذيون الماغ برمي الحجارة على المسلمين وأصيب عدد منهم، فتدخل الجيش وفرض حظر التجول، وترك الحبل على الغارب للماغ الذين زحفوا الى قرى المسلمين بالسواطير والسيوف والسكاكين، وبدأت حملة ابادة منظمة جديدة ضد المسلمين والتي شارك فيها كبار السن والنساء، وحرقوا بيوت المسلمين بمرأى من الشرطة (البوذية) وأمام صمت الحكومة التي اكتفت ببعض النداءات لتهدئة الأوضاع. وبدأ النزوح الجماعي للمسلمين بأجساد شبه عارية، وبدأ تهجيرهم وطردهم والدفع بهم نحو البحر الى خليج البنغال على سفن متهالكة بلا طعام ولا شراب، ومات الكثير منهم في عرض البحر، وسط تعتيم اعلامي شديد.
اذا.. فالمسلمون مستهدفون في كل مكان.. في بورما وسورية وفلسطين وأفغانستان والعراق، وليس لهم أحد سوى الله عز وجل وسط ضعف المسلمين في العالم. ولابد من التحرك الاعلامي والسياسي لنصرة المسلمين المستضعفين في بورما وبالذات في أراكان من قبل الدول الاسلامية، فهل من مبادر؟!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك