روسيا وإيران مساند وقح للأسد وإسرائيل المساند الخفي.. برأي الطبطبائي

زاوية الكتاب

كتب 2811 مشاهدات 0


الوطن

ديوان العرب  /  وقفة لسوريا من ضفاف البسفور

د. وليد الطبطبائي

 

تشرفت بالمشاركة بمؤتمر العلماء المسلمين لنصرة سورية والذي أقيم على ضفاف البوسفور باسطنبول وسط حضور علماء ومفكرين من العالم الاسلامي وكانت لي كلمة بالافتتاح كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله
يشرفني ان أكون في هذا المحفل من العلماء الأجلاء والدعاة المجاهدين والمفكرين المبدعين في اجتماع يتوجه بقلبه وعقله ووجدانه الى قضية الساعة للعرب والمسلمين وهي الثورة السورية المباركة.
لقد مضى نحو 16 شهرا على نهوض الشعب السوري ثائرا من أجل حريته وكرامته ومقدما أنهاراً من الدماء الطاهرة ومتحملا معاناة لم يتحملها أي شعب آخر في تاريخنا القريب في وجه نظام مجرم تجرد من أي خلق أو ضمير، نظام يكره في الشعب السوري عروبته واسلامه وأصالته، نظام من القتلة البعثيين والطائفيين ممن لا يردعهم دين أو مبدأ عن الولوغ في الدماء وانتهاك الحرمات وتدنيس المساجد والمصاحف.
نجتمع اليوم ولايزال الخذلان سمة الموقف العربي تجاه هذا الشعب، ولايزال النفاق والمكر سمة ما يسمى بالمجتمع الدولي ما بين مساند وقح للنظام مثل روسيا وايران، وبين مساند خفي له مثل اسرائيل وما بين مساوم ومتاجر بقضية سورية مثل الدول الغربية.
ونجتمع.. ولا تزال ثورة شعبنا في سورية، وعلى الرغم من العدوان والخذلان، تتقدم يوما بعد يوم معتمدة على الله وحده ثم دعم الشعوب المسلمة معنويا وماديا، ولا تزال الأنباء تتردد بانتصارات المقاومة الشعبية السورية للنظام على الرغم من كل المذابح والجرائم التي يرتكبها النظام محاولا اطفاء نار الثورة المباركة، وفقد النظام السيطرة على أكثر من ثلثي مساحة سورية وانشق نحو ثلث الجيش ولولا الدعم المالي الايراني والتسليح الروسي لكان الشعب السوري حسم الأمر منذ شهور، لكن المد في عمر النظام لا يلغي حتمية زواله باذن الله.
واننا إذ نعتب، فعتبنا كبير على الحكومات العربية في موقفها من الثورة السورية، فحتى من أعلنت منها تضامنها مع الشعب السوري وقطع علاقاتها مع النظام فان هذا اقل بكثير من اضعف الايمان في واجب النصرة للشعب السوري، ولا يجوز للحكومات العربية ان تتأخر لحظة واحدة في مد المقاومة السورية البطلة بالسلاح كما ونوعا بما يمكنها من تعديل كفة التفوق التسليحي الكبير للنظام، فالمؤسسة العسكرية التي بناها النظام على مدى خمسين عاما من قوت الشعب السوري ومن المساعدات العربية بدعوى مواجهة اسرائيل تستخدم منذ 16 شهرا وبالكامل للهدف الحقيقي لها وهو قمع الشعب.
علماءنا الفضلاء
لا شك ان دوركم مهم وخطير في نصرة الدين والاسلام وفي نصرة الشعب السوري، وتعلمون كيف قسمت محنة الشعب السوري العلماء الى 3 فئات: فئة باعت دنياها وآخرتها للنظام وعلماء ختموا أعمارهم بأسوأ خاتمة، وهؤلاء لله الحمد فئة قليلة، وفئة داهنت أو صمتت فهؤلاء أمرهم الى الله وهو حسيبهم، وفئة ثالثة وهي الأكبر بحمد الله وهي انتم ممن قمتم بواجبكم الشرعي والجهادي بنصرة أهل سورية بالكلمة والموقف وبالدعم المباشر ماليا وسياسيا للقضية.
واننا نتطلع لأن يستكمل هذا المؤتمر جهود العلماء السابقة في اتجاه نصرة القضية السورية وكل قضايا التحرر من الاحتلال ومن الطغيان، وانتم باذن الله أهل لذلك.
و لقد أدركنا نحن في موقعنا في العمل السياسي والبرلماني أهمية التحرك المبكر والفعال في الشأن السوري، ولله الحمد كان موقف البرلمانيين العرب واضحا في هذا المضمار وحاثا للحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية نحو اتخاذ موقف حاسم من نظام بشار وجرائمه.
وكانت الكويت بفضل الله ساحة مبكرة لنصرة القضية السورية سواء بأعضاء مجلس الأمة أو بالهيئات الشعبية الكثيرة فيها، ومن الكويت انطلقت «الرابطة الخليجية لنصرة الشعب السوري» ومنها انطلقت حركة «برلمانيون من أجل سورية»، كما كان للبرلمان العربي الذي يرأسه الأخ الفاضل زميلنا في مجلس الأمة النائب علي الدقباسي موقف مبكر وحاسم في ادانة نظام بشار واعلان موقف شعبي عربي متضامن مع ثورة سورية.
ونسأل الله عز وجل ان يتمم ويبارك كل الجهود نحو نصرة الثورة السورية، وأن يوفق علماءنا الأفاضل في هذا المؤتمر الى خدمة هذا الهدف.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك