من يملك الأغلبية لا يخاف الشعب.. هكذا يعتقد باسل الجاسر

الأنباء

رؤى كويتية  /  من يملك الأغلبية لا يخاف الشعب

باسل الجاسر

 

تم تخريب نظامنا الانتخابي وتحويله لخمس دوائر بأربعةأصوات.. والمؤسف أنني شخصيا كنت من المطالبين به على أمل ورجاء عندما تم تخفيف حدة الطائفية والفئوية والعنصرية وتحقيق أكبر قدر من الاندماج بين فئات الشعب الكويتي العزيز ولكن للأسف الشديد جاءت نتائج التجربة العملية لهذا النظام بعكس ما كان كل كويتي وطني مخلص يتمنى ويطلب لمجتمعه ووطنه.. فوجدنا الفئوية تتكرس وتتعمق ورأينا عدم الاستقرار يعصف بديموقراطيتنا وشاهدنا بأم العين الفتنة تطل علينا برأسها بين الحين والآخر.. ما جعل المراجع العليا بالوطن تبحث في تعديل النظام الانتخابي.. ليس كمعالجة نهائية وإنما كحل مبدئي يوقف هذا الاندفاع نحو تدمير الوحدة الوطنية وما يلقي بظلال قاتمة على المستقبل خصوصا في ظل أغلبية نيابية قدمت مصالحها الذاتية على مصالح الوطن والشعب ليس لشيء جوهري سوى أنها مستفيدة من الوضع القائم ولو كان هذا ينطوي على كل ما في هذا النظام من سوء أدركه القاصي والداني الكبير والصغير.

ومنذ تواتر الأخبار عن هذا التعديل وجدنا أقطاب الأغلبية ترعد وتزبد وتهدد وتتوعد لمنع المس بالنظام الانتخابي أو آلية التصويت لا لشيء سوى لأنهم مستفيدون من الوضع حتى ولو أدى هذا لتدمير مقومات تماسك الوطن ووحدة شعبه.. وهذا ليس بمستغرب على أغلبية يقودها الاخونجية الذين يريدون هز أركان الوطن ليتحقق لهم حلمهم بالقفز على السلطة.. بيد أن أغرب وأعجب ما قالوه هو أن أي تعديل في النظام الانتخابي أو آلية التصويت فإن هذا تزوير لإرادة الشعب..؟ فكيف ينتخب الشعب بحرية وشفافية وتحت رقابة شعبية وبعد ذلك يخرج علينا من يقول تزوير إرادة الشعب.. كما أنكم أيها السادة بالأغلبية ان كانت أغلبية الشعب معكم كما تقولون فلماذا أنتم خائفون ومرعوبون؟ فمن لديه أغلبية الشعب فإنها ستنتخبه سواء بالخمس دوائر أو الخمسين دائرة ووفق أي آلية من الآليات المعتمدة ديموقراطيا..؟ والواقع ان التحالفات التي يتيحها النظام الحالي هو ما يحمل شبهة تزوير إرادة الشعب بل انه يقتل المبدأ الدستوري القائل ان النائب يمثل الأمة فصار الوضع على الحقيقة لكل فئة بالوطن عرقية أو طائفية أو قبلية ممثلون يمثلونها عمليا وحدها وبمخالفة هذا المبدأ... فهل من مدكر..؟؟