'تعقلوا'.. د.شملان العيسى ناصحاً الشباب والنواب المطالبين بالجهاد في بورما

زاوية الكتاب

كتب 6478 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  ناقصنا مشاكل

د. شملان يوسف العيسى

 

تظاهر 300 مواطن امام سفارة بورما للتعبير عن احتجاجهم على المجازر التي ترتكب بحق المسلمين في ولاية «اراكان» في جمهورية بورما مطالبين بإيقافها واحترام الديانة الاسلامية من قبل حكومة بورما.
وندد النائب السابق اسامة مناور وبدر الداهوم بسكوت الدول العربية والاسلامية وعدم تحركها لحماية المسلمين في كل بقاع المعمورة.. اما النائب السابق فقد اكد ان موقفنا اليوم سيكون عمليا اكثر من ان يكون تنديدا واستنكارا، ولتعرف حكومة بورما ان اعتداءها على المسلمين في بورما هو اعتداء على كل المسلمين واننا في حرب معها ان لم تجلس للمفاوضات مع المسلمين ولم تفك الحصار عنهم وتعتذر عن تلك الممارسات.
النواب والشباب الذين تظاهروا ضد سفارة بورما لم يوضحوا للرأي العام الكويتي ما هي المشكلة؟ وما هو سبب ازمة المسلمين في ولاية «اراكان».. ولماذا تلجأ حكومتهم لشن حرب ضدهم..؟ ما هي مطالب هذه الجماعات الاسلامية؟ وهل طرحوا مطالبهم بطريقة سلمية مشروعة ام حملوا السلاح ضد حكومتهم مطالبين باستقلالهم عن الحكومة المركزية؟. مع انني قارئ جيد للصحافة المحلية والعربية وبعض الصحف العالمية.. واتابع كل الفضائيات الاخبارية لم اسمع عن ولاية اراكان ولا حتى بورما.. كل الذي نعرفه عن بورما ان لديها نظاما عسكرياً قويا وهناك حركات بورمية ديموقراطية تطالب بإطلاق الحريات وتبني النظام الديموقراطي، ولقد حظيت الحركة الديموقراطية في بورما وزعيمتها الشابة المعارضة بقبول واستحسان الرأي العام العالمي لان مطالبهم مشروعة وهي الحرية والديموقراطية.
لا اعرف لماذا نصّب اخوتنا الاسلاميون في الكويت انفسهم وكلاء عن مسلمي العالم كله، ولماذا الدعوات للجهاد ولوم حكوماتنا العربية لانها لم تشارك في تحرير المسلمين في العالم؟ ما هذه الدعوات الساذجة السطحية؟!.. كل الاقليات الدينية المسلمة وغير المسلمة تعاني من الاضطهاد ومصادرة الحقوق.. لكن هذه المطالب تحل من خلال طرح مفاهيم انسانية تعم كل البشر المضطهدين والمعذبين في الارض وليس المسلمين فقط. يا نوابنا المؤدلجين لدينا مشاكل معقدة في الوطن العربي مثل الفقر والامية والتخلف العلمي والحضاري تحتاج الى اهتمام ورعاية من قبل شبابنا ونوابنا بدلا من الدعوات للجهاد في كل بلاد المعمورة.
واخيرا ننصح الشباب والنواب المطالبين بالجهاد في بورما بان يتعقلوا ولا يتدخلوا في شؤون البلدان الاخرى.. لكن اذا كانوا فعلا يريدون الجهاد، فما عليهم الا وقف المظاهرات والانخراط في العمل الجهادي في بورما او غيرها بدلا من التظاهر في هذا الجو الحار، نحن ضد اي عمل جهادي، لكن لا نستطيع منع احد من الجهاد خصوصا اذا كان نائباً سابقاً او لاحقاً.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك