ماضي الخميس يرى أن الربيع الكويتي بدأ منذ أكثر من 400 عام!

زاوية الكتاب

كتب 925 مشاهدات 0


الراي

الملتقى  /  الربيع العربي

ماضي الخميس

 

في أكثر من مناسبة يأتيني السؤال: ما دمتم معجبين بالربيع العربي وتدعمونه، لماذا لا تبقونه في بلادكم؟ هنا المفارقة الغامضة لدى البعض، والجلية الواضحة لدينا، وهي أن الربيع في الكويت بدأناه منذ زمن بعيد، أكثر من 400 عام حينما أتفق الكويتيون جميعا بالتراضي والاتفاق على أن يكون الصباح هم الحكام، ولا شك أن هذا الاتفاق توج بذلك الدستور الذي حفظنا بعد الله تعالى من الكثير من المخاطر، وكان ضمان حرياتنا وكراماتنا وحقوقنا.. كما وأننا عبر السنوات الماضية الطويلة كثيرا ما أصلحنا مسارنا السياسي حينما يصيبه الخلل، وهو إصلاح يتفق عليه الجميع نظاما وحكومة وشعبا، وهي سنة الحياة وأمر لا يختلف على أهميته.
لقد كان أهل الكويت منذ القدم مالكين لقرارهم بأنفسهم، وكان الحاكم حتى قبل اتخاذ الديموقراطية شكلها المنهجي بالدستور يعود إلى أهل الكويت في القرارات الكبرى، وارجعوا إلى تاريخ الكويت لتجدوا أن حكام الكويت المتعاقبين كانوا لا ينفردون بالقرار، إنما ينطلقون من مبدأ رباني عميق في النفوس (وأمرهم شورى بينهم)، حتى حينما تدب الخلافات سابقا بين أبناء الأسرة الحاكمة كان الشعب مرجعيتهم، وحتى عندما تكون الخلافات بين النظام والشعب، كان الحوار بين الطرفين هو السبيل لحل تلك الخلافات والخروج من الأزمات، لكن الجميع كانوا في الأحوال كافة يحملون لبعضهم البعض كل الود والاحترام، وحتى في أشد أوقات الخصومة سرعان ما كانت المياه تعود إلى مجاريها بالتصالح والتفاهم لصالح الوطن ومصلحته.
إن الربيع الكويتي لا يأتي كردة فعل لما تشهده المنطقة من أحداث، لكننا والحمد لله نعيش ربيعاً دائماً متجدداً نمارس خلاله التعبير عن آرائنا وأفكارنا بحرية مطلقة، لم يحجر يوما عليها أو تقيد خلف القضبان، وسنستمر في ممارسة حرياتنا تلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ودمتم سالمين.
تغريدة:
رحم الله العم جاسم القطامي وتغمد روحه الجنة.. كان رجلا صلبا في مواقفه، صادقا في مشاعره.. وكان رمزا في كل شيء أفعاله وأخلاقه... وقدم للكويت القول والفعل... حقا إنه القدوة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك