قطر تعزز محفظة استثماراتها العالمية بصفقات ضخمة

الاقتصاد الآن

491 مشاهدات 0


تعتزم  قطر زيادة وتيرة استثماراتها القوية والتي جعلتها من أفضل المستثمرين في المشروعات الناجحة حول العالم، حسب نشرة وكالة 'بلومبيرغ' المالية.

وبعد نجاحها في شراء محلات هارودز العملاقة في لندن يسعى صندوق الاستثمار السيادي الوطني لزيادة أرصدته التي تبلغ حالياً 100 مليار دولار من خلال التوسع أكثر في الصفقات الناجحة.

وتسعى قطر حالياً لشراء شركة أكستراتا السويسرية التي هي من أكبر الشركات في قطاع المناجم بالعالم بشكل كامل خاصة بعدما قدمت شركة جلينكور الدولية السويسرية أيضاً عرضاً بقيمة 24 مليار دولار للاستحواذ على الشركة السويسرية، بيد أن الأسهم القطرية بالشركة و التي تصل إلى 11 بالمئة تعتبر كافية للاستحواذ على مداخيل الشركة حتى الآن، ما يعزز من  صورتها الراسخة الآن بكونها من أغنى  المستثمرين بالعالم.

      

 

ويقول بيتر دافي رئيس قسم البحث بشؤون المعادن و المناجم في بنك ستاندرد تشارتر البريطاني إن القطريين هم الآن في المقاعد الأمامية، ويضيف نعم كان الشيء الأهم أن يتم التصويت في قطر القابضة من أجل هذا الاستحواذ.

وحسب تقرير' بلومبيرغ' فقد استعرضت قطر عضلاتها في 26 يونيو/حزيران الماضي عندما طلبت سعراً يبلغ 16 بالمئة أكثر من جلينكور الشركة التي يقع مقرها في بار بسويسرا، وهذا السعر الذي فاجأ شركة منتجات التجزئة السويسرية حسب المطلعين على الموقف، ما أدى إلى شكل جديد للمفاوضات لكنه زاد من الشكوك بشأن التوصل إلى اتفاق لتكوين رابع أكبر شركة للمناجم بالعالم.

وحصل لقاء بين ممثلين عن الشركة السويسرية والحكومة القطرية بلندن الأسبوع الماضي لمناقشة اعتراض القطريين، حسبما يقول المطلعون، ما أدى لعودة خطة تصويت المساهمين في الثاني عشر من الشهر المقبل على الاستحواذ.

وقد امتنع مسؤولون بهيئة الاستثمار القطرية، وهي الذراع الاستثمارية للدولة بالخارج،  عن إجراء أي مقابلات صحافية، والهيئة المالية هي رقم 12 بالعالم من حيث الصناديق السيادية المشابهة، حسب تصنيف معهد متخصص في لاس فيغاس الأمريكية، وتشمل مصادر قطر المحلية ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي بالعالم.

ومع قلة عدد سكانها الذي يبلغ مليوني نسمة فقط ومقارنة بحجم الاكتشافات النفطية بدأت قطر في تحويل مخزوناتها إلى المصادر الطبيعية هذا العالم، فاعتمدت على الارتفاع المتزايد في الاستخدام العالمي من جانب المستهلكين، كما قال حسين العبد الله العضو في الصندوق السيادي للاسثتمار في أبريل/نيسان الماضي.

وفي نفس الشهر ذكرت شركة النفط الفرنسية العملاقة توتال أن قطر اشترت 3 بالمئة من الأسهم ما يعادل 2.4 مليار دولار، وتبع هذا استثمارات بلغت 250 مليون دولار في مصادر أدارها بنك باركليز، كما أبرمت اتفاقاً للاستحواذ على أكثر من 150 ميلاً مربعاً من الأراضي الزراعية في أستراليا.

وقد جاءت أحدث خطواتها الاستثمارية متمثلة في الثاني و العشرين من يونيو/حزيران الماضي، حيث وافقت على شراء 49 بالمئة من الأسهم أي ما يعادل ملياري دولار في منجم  أوكس للذهب الذي يملكه أغنى رجل بالبرازيل ايكي باتيستا ومقره كولومبيا.

كما استفسرت قطر أيضاً عن احتياطات النحاس في منغوليا وشركات مناجم الذهب في إفريقيا، طبقاً لما يقوله متعاملون في هذا المجال، كما أقامت مؤخراً استثمارات جديدة تركز على المناجم ووقعت على اتفاق لمشروعات مع دول مثل بلغاريا والسودان.

التحركات القطرية يمكن أن يكون توقيتها صحيحاً، فهذا الشهر توقعت مجموعة غولدمان ساكس أن الاستثمارات في شركات خدمة المستهلكين يمكن أن توفر عائداً بقيمة 29 بالمئة خلال السنوات القادمة، خاصة نظراً لأسعار المعادن مثل النحاس والألمنيوم والوقود النظيف، كما أن الذهب ربما يرتفع إلى أكثر من 15 بالمئة إلى 1800 دولار للأوقية في الربع الرابع من العام، طبقاً لتوقعات مجموعة من 24 محللاً رصدتها نشرة بلومبيرغ.

ويقول العبد الله 'نعتقد أن هناك تغييراً في البنية الأساسية يحدث في القطاع الاستهلاكي وأسعار الاستهلاك ستظل ترتفع خاصة في منتصف السنوات العشر الحالية كنتيجة لتأثير انخفاض معدلات الإنفاق هذا العام على تطوير المناجم والبنى التحية'.

وهناك شركات مثل بيلتون التي تعتبر أكبر شركة بالعالم للمناجم ومنافستها تينتو تبحث حالياً عن مصادر استثمارية بسبب ارتفاع كلفة المشروعات وبعض المعادن 'الناعمة'، فشركة ريو ومقرها لندن انسحبت في إبريل/نيسان الماضي من خطط قيمتها 9.2 مليار دولار لبناء ميناء في ولاية كوينزلاند الأسترالية، حيث تدير مناجم فحم بسبب تقلب الأسواق.

ويمكن لقطر أن تتحرك أيضاً بالابتعاد عن الاستثمارات المضطربة في القطاع المالي الأوروبي وقطاع الإسكان، حسب قول راشيل زيمبا وهي محللة رئيسية لوكالة 'روبيني' الدولية الاقتصادية ومقرها لندن و التي تضيف 'قطر تملك استثمارات ثقيلة عقارياً ومالياً'.

وحصلت قطر على 6 بالمئة و7 بالمئة على التوالي من الأسهم في مجموعة كريدي سويس المالية وباركليز، وهاتان الشركتان تعانيان من حالة ركود، فأسهم شركة الإقراض السويسرية هبطت 46 بالمئة في مجموعة سونج بيرد المتحدة التي تملك منطقة كاناري وارف المالية بشرق لندن، كما هبطت أسهم سونج بيرد نفسها 33 بالمئة العالم الماضي.

وسعت قطر وراء الأماكن المثيرة للإعجاب، فدفعت 2.2 مليار دولار ثمناً لمحلات هارودز واشترت نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم وساندت في أسهم مشروع سكاي كرابر أطول مبنى بالعاصمة البريطانية.

ويقول كريستيان كواتس وهو أستاذ مادة السياسة العربية في مدرسة لندن للاقتصاد إنه يبدو أن هناك قراراً من أعلى مستوى بالدولة على تحويل توجه قطر إلى الأسواق الاستهلاكية، فهي الآن تعيد دراسة سياستها الاسثتمارية السابقة.

وبحصولها على أسهم في شركات المصادر الطبيعية مثل أكستراتا كما يقول كواتس فاإن قطر تحاول أن تمد تأثيرها على خارج منطقتها وبناء تحالفات في الدول التي تستثمر بها، ولكن الآن وحتى بالنسبة لها كبلد غني فإنها تبحث عن حدود مالية للإنفاق ولهذا السبب يتوقع كثير من المحللين أن توافق قطر على الاندماج بين جلينكور وأكستراتا وربما ببعض الشروط الصعبة.

وبينما ستدعم قطر الاتفاق فإن استثمارها الكبير في أكستراتا من المنتظر أن يهبط بقوة حسب توقعات مجموعة كريستوفر لافيمنبا الاقتصادية التي يقول أحد محلليها
'نحن مستمرون في توقع حدوث الاندماج'.

الان- محمود مقلد

تعليقات

اكتب تعليقك